الطائرُ اعتادَ أن يَدُقَّ شُبَّاكي
في الصباح الباكر،
واعتدتُ أن أبتسمَ وأفتح لهُ
ليدخلَ بثقةٍ وينقر عيني..
ومثلَ كل أعمى
عصامِيٌّ وشريف
كنتُ أفتحُ البابَ لكفِّي
لتخرجَ وتعاينَ الوَهَجَ
وتُحصي الطلَقَات..
ترصُّ الأسرى في الحفرةِ
وترتابُ في الغناءِ الغامضِ
الذي يجوسُ المكان كل ليلة
حتى تُعْلِنَ أنهُ ابنُ تلك الصورةِ
التي فرَّت من على الجدار….
لم أعد أصدق أحداً حتى تؤكدَ لي كَفُّي
كَفِّي التي صارت قديستي
التي اعتادت ألا تخون..
صديقي الطائرُ غابَ وغابَ
لكنهُ حتماً سيعود
ويسألُ عن نافذةٍ مندهشة
لا تزال تذكرُ سِكَّةَ النهرِ
وكَفٍّ تُحِسُّ كلَ لحظةٍ
بالظمأ …