آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
أنت واضحة الحسن
و انا سادر في نخاع الفوضى
رتبيني من الداخل
استنسخيني دون جينات الأم
أعيدي تشكيل صلصالي
انزعي منه حصا الحزن
البارز العميق
المتجذر الكبير المتعاظم
المتكثف السطحي الغائر
و انقذيني
من يأسي الجائع
كشهية ديكتاتور في التسلط
كمعين من ماء نار لا ينضب
حزن من مادة غير قابلة للفناء أبدا
ولاتصل أبدا إلى ثمن ثمن العدم
و ألقي بيأسي المعدني الثقيل
في قاع المحيط
بددي شمس إحباطي الملتهبة
بأعاصير من جليد قاس
اكتبني من البداية للنهاية
ضعي ما شئت
من الأهل مكان و تاريخ الميلاد
ضعي ما يقنعك من أحداث
من أي نوع من أنواع الحياة
و اكتبي مايرضيك من نهاية
لايهم إن كانت سعيدة أو حزينة
طالما أنت من كتبها
أعيدي خلقي و شكِلي شكل الحزن و الفرح
الغضب و الحلم
التسامح و التطرف
و اضيفي “اللهفة و الشوق” الشديدين فقط
و اخلقيلي جغرافية جسد
بالكاد يتسع لبعض فتنتك
و اقتليني كيفما تشائين جسدا و روح
ادفنيني دون حزن
شيعيني كيفما شئت
إلى مثواي الأخير
كل ذلك تافه جدا
لو فزت بجنتك في النهاية
كل عذاب الدنيا لا يساوي
قطرة معتقة واحدة من الحزن في غيابك
كل نعيم لايقارن بالنعيم الأخير:
أن تحبيني لبعض الوقت
أنا لا أنشد الخلود
فانا ضيق الحلم و قنوع بطبيعتي
حين أحبك
حتى و لو لم أنتظر
شيئا في المقابل
