(قبو مظلم / بقلم فرح صبري – مصر

(قبو مظلم)

ومازال فى ذلك القبوالمظلم

بقايا نسخه قديمة

………

البقايا ولا شئ سوى البقايا

وبضع من مخلفات المشاعر

المثيرة للشفقة

…..

لاشئ سوى الابتسامات البلهاء

والأكاذيب البيضاء

كل الاشياءكانت ناصعة ..

وبيضاء

……….

وهذه بعض الوجوه اللطيفةالمستعملة

المليئه بالغبارعلى الرفوف المتهالكة

……….

وماهذا!

ما تلك العيون البريئة!

ما كل هذه المصداقية!

ماكل هذا الغباء بحق الجحيم؟!.

 ((لو نَهَضَ هذا المقعدُ))

 لو نهضَ هذا المقعدُ ..

لنهضتُ أنا

ياصديقي

أنا لا أستطيعُ الحركة

غيرُمُستعِّدٍ لها

ولا أريدُها

غيرُمُؤهَّلٍ لأىِّ مجهودٍ بدنِيِّ

أوذِهنِيّ ..

أوحتى ..

مجهودٍ نفْسِيّ

اتركني فى الّلاشيء

اتركنى ..لِلّلاشيء

مهلًا انتظِرْ!

اجلِسْ من فضلكَ!

حَسَنًا..

سأكسرُ وَعْدِيَ الآن

لونَهَضَ هذا المقعدُ …

لمْ ولن أنهَضَ أبدًا.

ارْحَلْ يا صديقى.

***************

((نسيم))

وبدأ يقتربُ مِنِّي

نسيمٌ يحملُ أنفاسَها

عبيرٌ

لايفوحُ سِوَى من ثغرها

استنشقتُهُ…

تذوَّقتُهُ

ملأتُ به رئتَيَّ

أمسكتُهُ بين يدَيَّ

خبأتُهُ بين أضلعِي

تركتُهُ يداعبُ شفتيَّ

لتراها عيناي

وكأنَّها أمَامِي

فكيف لأنفاسِها

أن تحملَ تلك البصمة

وتسافرُعَبْرَالهواءِ

لتلامسَ جسدِي

كما تفعلُ

وتدغدغُ عينَيَّ

وتُقبِّلُ شفتيَّ

وتملؤني بالشوق

وترحل.

*************

((غضب الشتاء))

عندما بكت هذه الغيمة

هطلت أمطارُمدمعي

إعصارٌقويٌّ

يُخْرجُ

الإعصارَالكامنَ داخلي

رياحُنا…

هَبَّتْ معًا

وأنا أطلِقُ صرخاتِ الرَّعْدِ

والجو يدوِّي بارتعابٍ

كأنَّهُ يتساءَلُ

كيف تركتُ الرَّعْدَ كامنًا

كيف منعتُ تكاثفَ السُّحُبِ بداخلي

كيف تركتُ هذاالبرق

يأكلُ

وينهشُ في أعماق قلبي

كيف لنوبةِ إعصاري

أن تفوق غضبَ الشتاءِ؟!

((هِرَّة))

حقًّا ..

أنا لا أحِبُّ هذه الهِرَّة

ولكنِّي …

أبقيها

فهي تُشبهكِ

ذكيَّةٌ وخائنةٌ تمامًا

حقًّا ..

أنا لاأحِبُّ هذه الهِرَّة

ولكنَّها الشئ الوحيد

الذى استطعتُ أن أبقيَهُ

بعدأن تركتِنِي….

تبًّا لها ولكِ.

(عاريًا)

بلا مُبرِّراتٍ

بلا أعذارٍ

بلا سببٍ مُقنِعٍ

وقف أمامى عاريًا

القدَرُ

دون أيَّة تفسيراتٍ

لم يجِدْ بعضَ الكلماتِ

ليستتّرَ بها

وقف

خجولا مُتلعثِمًا

مُنكّسَ الرأسِ

تعلو وجنتيه خيبة الأمل

لم يعُدْ يشعرُسوى بالذنب

أعضاؤه..

تتعفّنُ شيئًا فشيئًا

معدتُهُ تندثرُ

كاد أن يتلاشى

أمام ابتسامتى البلهاءِ

يم وتُخوفًا

يدركُ تمامًا ماذا فعل

وحجْمَ الخطيئةِ التي ارتكبَها

الآن لم أعُد حيًّا

لكنه قدري..

على قيْدِ الموت

استطعتُ الفرارَ منه

لكنَّهُ …

مازالَ عالقًا

لايستطيعُ الفرارَ مِنِّى…..

 

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!