الكلمة هي الضوء وسط العتمة هذا ماتؤكده تجربة الكاتب الأسير الفلسطيني كميل أبو حنيش من داخل السجون الإسرائيلية

الكلمة هي الضوء وسط العتمة هذا ماتؤكده تجربة الكاتب الأسير الفلسطيني كميل أبو حنيش من داخل السجون الإسرائيلية:

إعداد وتقديم نوار الشاطر

الكتابة هي فسحة الروح رغم ضيق الأمل ، السجن بئر مظلم والكلمة حبل ٌممتد إلى السماء،
الكاتب المبدع الأسير كميل أبو حنيش حكم عليه بالمؤبد ٩مرات وأمضى ١٦عاماً في سجن رامون الإسرائيلي ،قبل اعتقاله في١٥/٤/٢٠٠٣ تعرض لعدة محاولات اغتيال منها تفجير سيارة مفخخة عام ٢٠٠١حيث أصيب إصابة بليغة ،هدمت قوات الاحتلال منزل عائلته واعتقلت أشقائه الثلاث ،وجهت له تهم تأسيس كتائب الشهيد أبو علي مصطفى وقيادتها ومن بين التهم أيضاً المسؤولية عن عشرات العمليات الفدائيه وقتل 12 جندي ومستوطن اسرائيلي ومئات الإصابات حكم عليه بالسجن المؤبد تسع مرات بالإضافة الى 60 مليون شيقل ما يقارب 25 مليون دولار كتعويضات للمستوطنين.
كميل أبو حنيش من مواليد نابلس عام 1975 حاصل على بكالوريوس بالاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة النجاح الوطنية ، الكتابة والشعر هواية الأسير كميل منذ الصغر وتم تطوير هذه الهواية داخل السجون،حيث يقضي معظم وقته في السجن بالقراءة والكتابة ومساعدت الأسرى في كافة المجالات ويكمل دراسة الماجستير بالانتساب إلى جامعة القدس أبو ديس.
كميل يشغل منصب مسؤول فرع الجبهة الشعبية داخل سجون الاحتلال وأحد قيادي الحركة الأسيرة.
أولى تجاربه الروائية رواية (خبر عاجل) التي تحدث فيها عن تجربة حقيقية لاستشهادي فلسطيني وصدرت عام 2007 والرواية الثانية تحمل اسم( بشائر) الذي تحدث فيها عن تاريخ القضيه الفلسطينية من عام 1917 وحتى يومنا هذا وصدرت عام 2010 والرواية الثالثة تحمل عنوان( وجع بلا قرار) تتحدث عن عذابات الأسرى والمقاومة والحب وصدرت عام 2017 والرواية الرابعة تحمل اسم (الكبسولة) صدرت في جمهورية مصر العربية بداية هذا العام وتتحدث عن الوطن والحب والعشق والغربة والتضحية والمقاومة صدر كتاب يحمل (التجربة الاعتقالية والتنظيمية) هذا العام في قطاع غزة.
له مؤلفات تحت الطبع كتاب (جدلية الزمان والمكان في الشعر العربي) و ديواني شعر الأول يحمل اسم( على شاكلة الفجر) والثاني يحمل اسم (مناخات ماطرة ) له عشرات المقالات الأدبية والسياسية والقصائد الشعرية على الإنترنت.
يحدثنا كمال أبو حنيش شقيق كميل وهو أسير سابق يتولّى نشر أعماله وإيصال تجربته الأدبية وصوته إلى الناس عن
كيفية إخراج أعمال الأسير كميل إلى النور بصعوبة ومعاناة من خلال تهريبها إما بواسطة الكبسولات التي تبلع أو من خلال دفاتر صغيرة تهرب مع أسير يفرج عنه ويتم عمل مسودات كثيرة من هذه الأعمال خوفاً من أن تصادر عندما يتم تهريبها.
ويضيف كمال قائلاً هناك تقصير كبير من وزارة الثقافة الفلسطينية بما يخص ابداعات الأسرى ومنهم كميل الكاتب والشاعر والأسير .. في اللحظة التي تحتضن مصر احتفالات باِنطلاق رواية الكبسولة بمعرض القاهرة الدولي ومعرض بنت الحجاز بالقاهره و معرض جدة الدولي بالسعودية ومعرض الدار البيضاء بالمغرب وكتابات الأسير كميل التي تعانق فضاء العالم للأسف لم نسمع عن مسؤول في وزارة الثقافة الفلسطينية عن اهتمامه أو متابعة هذه الأعمال الأدبية في الوقت الذي يكتب النقاد والكتاب والشعراء والصحفين عن ابداعات الأسير كميل أبو حنيش ككتاب وأسير فلسطيني ب 9 مؤبدات.
لاقت أعمال الكاتب الأسير اقبالاً من القراء والنقادحيث أثنى الكثير من النقادعلى رواية وجع بلا قرار كونها رواية مؤثرة فعلا” وتحمل في صفحاتها تجربةوجدانية مميزة ،كما أن الأستاذ الكبير المصري سامي ناصف تحدث عن رواية الكبسولة وأهميتها من أجل نقل الرسائل المهربة من داخل سجون الاحتلال والتي يسميها الأسرى بالكبسولة، ومن هذا الاسم منه استوحى كميل عنوان روايته ، حيث إن الكبسولة هي عبارة عن ورقة صغيرة ملفوفة بحجم كبسولة الدواء، وتتسع لعشرات الصفحات المكتوبة بخط صغير جدا، وتكون مغلفة بالنايلون من أجل البلع في حالة تم اكتشافها..

إن تجربة الكاتب الأسير كميل أبو حنيش الأدبية تجربة انسانية عميقة الأبعاد والدلالات ،تؤكد لنا أن القضية الفلسطينية لن تموت أبداً ؛فثمة أبطال من رحم الموت سيولدون آلاف المرات رغم احتلال الظلام لمساحات النور .

عن نوار الشاطر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!