7 أيام عصيبة في حياة 7 جنود مختطفين.. متى بدأت؟ وكيف انتهت؟

جريدة آفاق حرة

 ناصر ميسر 

فى صباح يوم ( ١٦ مايو ٢٠١٣ ) إستيقظ المصريون على خبر
“خطف الجنود السبعة فى شمال سيناء”
ماذا حدث ؟
وأين الحقيقة ..
وهو ما نُلخصه فى عدة نقاط
هامة :–
١_ عقب بداية الأزمة مباشرة إنتشرت شائعة تقول
( إن “محمد مرسي” سيستغل تلك الأزمة لإقالة “السيسي وصدقى صبحى” لإعادة سيناريو شبيه بالتخلص من طنطاوى وعنان )، وسادت حالة من الغضب بين قيادات وضباط الجيش
٢_ “مرسي” رفض عقد إجتماع لمجلس الدفاع الوطنى وقرر الإجتماع بثلاثة قيادات فقط وهم ( وزير الدفاع والداخلية ومدير المخابرات العامة ) فى قصر الإتحادية ، وتم فى مساء ليلة( ١٦ مايو ٢٠١٣ ) وكانت النقاشات كالآتى :–
( محمد مرسي ) ..
أخرج ورقة صغيرة من جيبه وصمم على ضرورة الحل السلمى

وذكر ( ٥ ) مطالب لابد من تحقيقها لعودة الهدوء إلى شمال سيناء وهى
( الإفراج عن جميع المتهمين فى تفجيرات طابا وشرم الشيخ والأزهر _ إصدار عفو رئاسي عن بعض المحكوم عليهم بالإعدام غيابياً من أبناء شمال سيناء )
وقف هدم الأنفاق التى تربط رفح بغزة
إنسحاب الجيش والشرطة من بعض الأماكن

الحيوية داخل سيناء _ رفع جميع الكمائن التابعة للجيش والشرطة من رفح والشيخ زويد )
( وزير الدفاع الفريق السيسي ) .. قال وهو غاضباً ومحتداً وواقفاً : لا .. لا .. لا .. لا يمكن القبول بالتفاوض مع الإرهابيين وإلا إنقلبت الأوضاع فى سيناء ومصر كلها ، وهناك من يحاول فرض سيطرته على شمال

سيناء بالتعاون مع ( غزة ) ونحن قادرون على ردع ومواجهة أى متطرف ومتجاوز فى حق مصر وجيشها ، والمطالب الخمسة هذه تثبت وجهه نظرى
( وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم ) قال :
نحن نجحنا فى تحديد مكان الخاطفين وهم ينتمون لتنظيمات إرهابية متطرفة ولهم علاقة بـ ( غزة ) وأبطال القوات الخاصة

فى الأمن المركزى جاهزين لمواجهتهم فوراً
( مدير المخابرات العامة اللواء (محمد رأفت شحاته )
قال :
علينا الإسراع فى التعامل مع الأزمة لأننا لدينا معلومات مؤكدة بأن الخاطفين يخططون للهروب بالجنود السبعة عبر الأنفاق إلى داخل ( غزة ) ليلقوا نفس مصير الضباط الثلاثة وأمين الشرطة

المختطفون فى فبراير ٢٠١١
( محمد مرسي )
إستمع لآراء “السيسي _ابراهيم _ شحاته
وقال :
لابد أن نعطى فرصة للحوار ضماناً لعدم إراقة الدماء ،
أنا بكلفكم بمتابعة الحدث وهانجتمع تانى !!
ترك “مرسي” الإجتماع سريعاً وهو يجرى بعد أن أخبره مدير مكتبه بأن “خيرت الشاطر _ نائب المرشد” يتصل

به تليفونياً ..
وترك الثلاثة الكبار يضربون كف بكف ويتسألون :
ما قصة الورقة الصغيرة التى أخرجها من جيبه وبها المطالب الخمسة ؟
٣_ فى صباح ( الجمعة ١٧ مايو ٢٠١٣ ) قام مسئول أمنى مصرى رفيع المستوى جداً بإستدعاء ( ٤ ) من كبار قيادات حركة حماس المُقيمين فى مصر وحذرهم تحذير شديد اللهجة
من المشاركة فى أى مخطط ضد الجيش المصرى وإستغلال الأنفاق لتهديد أمن مصر
٤_ قامت القوات المسلحة بنشر مزيداً من القوات والمدرعات والمعدات إستعداداً للحظة الحسم ، وكانت الطائرات تتابع كافة التحركات فى كل من قرى
( صلاح الدين _ شبانة _ أبو عمر _ الجميعى _ البُرث _ الكيلو ٢١ ) وداهمت

منازل مهجورة تابعة لجماعات متطرفة ..
وتم إغلاق المنطقة الحدودية مع ( غزة ) وإعتبارها منطقة عسكرية مُغلقة
٥_ أصدرت رئاسة الجمهورية بياناً أكدت فيه حرصها على سلامة وحياة الخاطفين والمخطوفين ، وأرسل “مرسي” ثلاثة من رجالة وهم ( “ياسر على _ المتحدث بإسم الرئاسة ” و “عماد عبدالغفور
مساعد رئيس الجمهورية”) و “مجدى سالم
من قيادات تنظيم الجهاد وأحد المقربين من أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة” )
للتفاوض مع الخاطفين وخرجوا من القصر الرئاسي فى سيارة مرسيدس سوداء بـ ( ستائر ) تابعة لرئاسة الجمهورية متجهين لشمال سيناء ولكنهم إصطدموا وهم فى طريقهم مع عدد من الكمائن

الأمنية والعسكرية ،
ووقفوا لوقت طويل أمام أحد كمائن الجيش يقع بين قريتى
( صلاح الدين والجميعى ) وتم سؤالهم عن ( هوايتهم الشخصية ) وصمم ضابط الكمين على ضرورة نزولهم جميعاً من السيارة وتفتيشها .. وسُمح لهم بالمرور ..
وإستقروا فى( مسجد القباء فى قرية صلاح الدين )
وإجتمعوا بداخل
المسجد مع أكثر من ( ٥٠ ) شخصية سلفية جهادية ومتطرفة لهم علاقات بالخاطفين ، ثم إجتمعوا مرة أخرى فى ( مسجد أبو منير بقرية المقاطعة ) …
(( كانت كافة التحركات والتفاهمات مرصودة ))
٦_ تم التواصل بين اللواء أحمد وصفى قائد الجيش الثانى وعدد من شيوخ القبائل والتأكيد عليهم بأن

القوات المسلحة تستعد لحملة كبرى وسيتم توجيه ضربة جوية للمنطقة الموجود بها المتطرفين ،وتم التركيز على منطقة
( بئر لحفن ) على بُعد ( ٣ ) كيلو من المنطقة الحدودية .. وفى صباح ( الأربعاء ٢٢ مايو ٢٠١٣ )
فوجىء الجميع بوجود الجنود السبعة فى ( منطقة أبو عمر ) وهم لم يتناولوا أى طعام منذ

يومين ، وتم الإستعداد لعقد مؤتمر صحفى فى الأمانة العامة للجيش لكن “مرسي” صمم أن يكون المؤتمر الصحفى فى قصر الرئاسي

….. لم تكن الخطورة فى عملية خطف الجنود السبعة فقط ،
بل كانت كافة الأجهزة الأمنية والسيادية فى حالة يقظة ومتابعة لكل صغيرة وكبيرة وتم الكشف عن عدد من الأسرار

الكارثية الشديدة الخطورة والتى جعلت الجميع يدرك ان ما يحدث مجرد “مكيدة إخوانية ومخطط للنيل من قيادات الجيش”

◼️.. وهذه الأسرار هى :

( السر الأول ) :
تم رصد مكالمات تليفونية بين قيادى إخوانى فى شمال سيناء مع إثنين من الخاطفين وقالوا له نصاً ( أنتم فى جماعة الإخوان قمتم بتوريطنا
بتوريطنا فى خطف الجنود ، وطلبتم منا خطف الجنود وماقولتوش هانعمل إيه بعد كدا ، وإحنا مش عارفين نعمل إيه بالجنود دلوقتى ، ومش هاننتظر حتى يتم قتلنا بسبب الجنود ) .. الغريب فى الأمر أن هذا القيادى الإخوانى كان يذهب لمديرية أمن شمال سيناء ومكتب المخابرات العامة بشمال سيناء بدعوى

بدعوى معاونة أجهزة الأمن للتوسط للإفراج عن الجنود

( السر الثانى ) :
أحد شيوخ القبائل فى شمال سيناء أبلغ مكتب المخابرات العامة ومكتب المخابرات الحربية بأنه جاءه رسالة عبر أحد الوسطاء بأن الجنود سيتم الإفراج عنهم مع أول ضوء فى الصباح ،، بعدها بدقائق حدث تواصل بين مكتب الأمن

الأمن الوطنى ومكتبى المخابرات العامة والحربية وأكد مسئول مكتب الأمن الوطنى بشمال سيناء لهما بأنه منذ دقائق تلقى وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم إتصالاً من الرئيس محمد مرسي وقال “مرسى لوزير الداخلية” نصاً
( إطمن .. سيتم الإفراج فى الساعة السابعة صباحاً )

( السر الثالث ) :

قيام “الشيخ مرجان سالم الجوهرى من قيادات السلفية الجهادية” بتهديد الجيش علناً وقال نصاً ( السلفية الجهادية لها الحق فى فعلوا من خطف للجنود لأن الجيش دخل على الخط ضدنا ، ويمارس معنا نفس ممارسات وأساليب أمن الدولة ، ونحن نقول لأنصارنا لا تفعلوا ذلك مع الجيش ، لكن الجيش دخل طرف فى

الصراع ونحن لن نسكت )

( السر الرابع ) :
قيام “مرسي” بالتدخل لوقف تحركات الجيش بل أنه أجرى مكالمات تليفونية من مكتبه الشخصي بالرئاسة مع الجماعات المتطرفة للتفاوض والحوار معهم وإشترطوا عليه عدم حضور الأجهزة الأمنية والسيادية ، لكنه بطبيعة الحال لم يكن لا إتفاق ولا تفاوض وكان غرضه
فقط هو ( وقف تحركات الجيش والعمليات العسكرية وعدم هدم الإنفاق )

( السر الخامس ) :
قيام إسرائيل بمد مصر بمكالمة تليفونية تم رصدها عن طريق جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلى المعروف بإسم “أمان” بين أحد الخاطفين والدكتور صفوت حجازى فى شمال سيناء لأنهم كانوا يستخدمون شرائح لتليفونات

تابعة لشبكة الإتصالات الإسرائيلية يقول فيها أحد الخاطفين نصاً ( إلحق يا شيخنا .. الجيش بيحشد .. وماتفقناش على كدا )
ليرد صفوت حجازى ويقول نصاً
( ما تقلقوش .. دى كلها إجراءات شكلية .. والرئيس ” مرسيبيطمنكم )

عن ناصر ميسر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!