من وحي الذاكرة / بقلم : عيسى احمديني (الفصل الأول )

مقدمة

من وقت إلى اخر
نحتاج لتلك الذكريات حينما تأتي من بعيد، بعد وقت طويل ومن يذكرنا بها، ومن يرمز إليها، نادرا ما أمضِي يومي بالشكَل الغير مُعتاد ،أتفحَص أوراقِي وأشيائِي التِي طالما أحببتها ،أتناول صندوقي بهدوء تام بمفردي ،أتفقد رسائلي وصور وشي بقى من الماضي
أعود بأفكاري لزمن فات
وأفتش بين ثنايا الضحكات عن سعادة
وتأخذني الأحاسيس إلى عالم و أحلام
وأرى الثواني تمضي من أمامي ولا تزال نفس المشاعر فينا، ودفاترنا لا زالت مملوءة برسم طفولتنا ومقاعدنا لازالت تحوي دفء حكاياتنا.

جالس الان في المكان نفسه، المكان الذي تتطاير منه رائحة عبق الماضي والذكريات المؤرقة والجميلة، اقلب صفحات الماضي واتذكر أناس لم يبقى منهم سِوى الذكرى
هذه هي الدنيا كـالقطار، يجمعنا في محطة ويفرقنا في محطة أخرى، ولكنّهم يبقون في قلوبنا وتبقى ذكراهم التي تركوها لنا
، أعود بأفكاري
بين الكثير من الصور والأوراق وبقايا عطورفارغة
وقصاصات الجرائد وظروف لتلك الرسائل ذات الطابع البريدي العتيق تتلاشى كلها
، لنبقى صور لاجدادي تلك الصور والتفاصيل والحكاية
صورة التقطتها عدسة الحياة في زمن مضئ لكن . ثمّة تفاصيل مُخبأة لا تضيع في زحام الذّاكرة.
الصور القديمة، قصص بلا لسان
صورة تتجلى فيها صور الإحسان والمحبة والجيرة عندما طلبا مني أن التقط لهما صورة تجمعهما ببعض والصورة تعود لعام 140‪8 حينما كان يعمل الخال ابو سند أحمد يوسف غازي معلما في مدرسة البدوي كان ياخذني معه لقضاء إجازة نهاية الأسبوع الدارسي في قرية رعشه أرض اخوالي واجدادي
لم تترك الفضيلة لتكون وحدها، من يمارسها سيكون أو حتما كانوا جيران. كااجدادي
يوسف محه عبده احمديني غازي
على حمود محمد غازي
رحمهما الله واسكنهما فسيح جناته
فالمرء قليل بنفسه كثير بمن حوله، لذا حرص الإسلام على عقد روح التعاون بين الجيران ومن مظاهر الإيمان الكامل أن يحب الإنسان لجاره ما يحب لنفسه كما أحبا أن تجمعهما صورة واحدة تلك الصورة التي أثارت في نفسي شغفا وخيالا واسعا وبداية مشروع كتابة مادة عن شخصيات
ورموز وأعيان ومشائح قبيلة الغزوة
، قال صلى الله عليه وسلم: ( والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه) رواه مسلم.
وخير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره،
ومن سعادة المرء الجار الصالح
ذكريات من الطفولة لا تمحى في الأمسية التي جمعتني بالشاعر والأديب أحمد غازي في احد ليالي رمضان المبارك عبر تطبيق الواتس اب وانا اسامره والحديث ذو شجون في حضرة الشاعر ابا سند عبر الهاتف وما يسرده وانا اسخ السمع ولا أكتفي في همسات وذكريات رمضانيه وانا انهل من نهر وأدب ابا سند في العزل والحجر المنزلي ، وذكر لي أحداث غالية على قلبه لا يستطيع نسيانها فبمجرد أن نذكر والده وجده على تدفعت أشواقه إلى الماضي

كونو على الموعد معي غدا ومع ذكريات الخال الشاعر والأديب أحمد احمد غازي

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!