طرقت الباب / بقلم : رنيم أبو خضير

طرقت الباب لأول مرة
اكثر من الف مرة
وكنت افتح المقبض بفرحة طفلة
بفستان العيد
ومن ثم صرت
امارس الهرب عنك
كأنك هلع ، وجع ، وهزيمة
وانتصار محتوم بالخسارة..

ينهمر كاملا
ثم في وحل
الطريق
اغرق
ل و ح د ي !

وطأت ارض النسيان
مليار مرة
وكنت اصرخ : اخرها اخرها
واعود خائبة مني
ارفع رايات الاستسلام
لصدرك
اقشر قميص القوة واغرق بين اصابعك

حاكت اصابع يدي ملابس الحداد الطويل
جميلة
تشع بالسواد
تسطع تضاريس جسدي
الممشوق
تتلون بالخجل على كف يديك..

ارفض تولي العمل والحب
واتقبل المرض كطبق يومي يغذي جسدا يأكله القلق.

اهرب الى الأرق
اخاف ان انام
اخاف ان يكون خيري بوجودك
حلم
وخطواتك فوق جسدي شرود
وهذه الغيمة التي انهمر منها
قعر الاحزان
حلم اصحو بعده بدونك
لا انام
واليك اعود.

احمل اثواب الامل
واجلس في العراء
انتظر عشاء
يحشو معدة خاوية
لا تعرف كيف طعم الشبع
الا معك
ولا اعرف مرارة الجوع
الا بغيابك
ولا يصيب ثديي الموت
الا بغياب مطرك
وجسد لا يعرف
معنى الانوثة الا بين يديك..

حزينة اعرف جدا
كيف اجمع اشرطة الاغاني الحزينة
ومعاني التعب
والفاظ كلها اشربها كعقار لعقدة الانطواء..

بيننا انطوي بكامل حجم جسدي الضئيل
بود اشعل موقد شتاء ابدي
بصورتك
واسكن اللهيب
احفظ تجاعيد الوجه الدائري العابس
اربعة خطوط فوق جبينك
وعقدة هيبة لرجل ماكر
يعرف كيف يجمع في مصيدته الف امرأة
والف حضن
ويعاملها كأنها الف
لكني لا اهتم الآن ابدا بكامل تفاصيلك
اقول دوما لنفسي :
يحبك الرجال جميعا بقلب حبيبك..

الرابعة بعد منتصف الليل لم تأتِ :
وانا اشرب حزن المدينة في قارورة الماء
يتسكع جسدي في شارع الليل
ارش الحنين بعطري
واتعرى من القوة
باصبعين المس الحنين
واليك اعود..

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!