ميكروبيولوجيا النصوص ( الجزء الأول ) / بقلم : بسام مسعودي

 

 

 

 

” عام البكتيريا ”

 

أ – المعمل الشاغر

إن لم تنصفه عدسة مجهـر

تنصفه مشاعر شاغــرة

و بداية لأحلامي المزروعة

داخل أطباق الروح

أحلام تضع العين

على عدسة زيتية

للبحث عن ميكروب ما داخل

عينة بكتيريـــه

و أنا الآت للبحث عن

ميكروبات النصوص

في عامي الجامعي الأولــ

داخل جامعة زاخرة

بمكيروبات الضجر

و السنوات العجاف ..

 

ب – لم تشأ ذاكرتي أن تكن حاضنة

أضع داخلها أطباقاً

بكتيرية و نصوصاً لم تفتل بعد

بالبكتيريا حين تنمو

فوق نص القمح

و طواحين حرفي لن تجيد

جعلي ذهناً خالصاً

لوضع مضادات النصوص

و أنا الذي لم تحتضنه

بعد تعابير الظنون الخالية

من ركام الذاكـرة ..

 

ج – في التربة ميكروب

في اللبن ميكروب

في الحلق ميكروب

و على شغاف القلب

نمت ميكروبات اللاحب

في عامي الأول زرعنا أطباقاً بكتيرية

و الشاغر من النصوص

لم تالفه شغافي

فأنا لا أشرب اللبن منذ فطام أمي لي

التراب تمرغت به يداي كثيراً

و لا أعلم كم ميكروب فيه

أو بين أصابع صنعت من طين القرية

بيوتاً ضالة عبثت بها

طفولتنا القاسية

و بين خدود قلمــي

حبر لم ينزع ميكروب الحلق

للأن في حرفي غصة

فهو لا يجيد تقيؤ تعابير الحب..

 

د – الميكروب الذي لا تقتله الحرارة

أجدت قتله

بنص واحد ملء سطوره

ندفات ثلج

فالنص المتجمد لا يغري

ذهن القارئ

و الميكروب الـ ” E. coli ”

لم يصبني بنزف

لكن نصوصــي نازفة

جراء إصابة روحي بأخماج القلوب

الشفيفة

و منذ معمل واحد و أنا بلا فهم

لمعنى نصوصي المملوءة

بأمراض القلوب الضالة بالحب

كأن يحب صديق

زميلة لم تفلح في زرع طبق

نبضه داخل حاضنة قلبها

بينما صديقي نفسه

أجاد تثبيط حب آخر في قلبه

بنص واحد أهديته إياه ذات

مساء على قارعة شارع

تكسوه مضادات النور وتحده

من كل الجهات أحلامنا النازفة..

.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!