أمسية قصصية   في البيت العربي  الثقافي

 

استضاف  البيت العربي  الثقافي    في  العاشرة من  مساء  أمس  الموافق 7/6/2018 بمقره   بمجمع  بيت  الثقافة  والفنون   شارك  بها  كل  من القاصات :
القاصة : نبيلة حمد
القاصة : لطيفة عيسى
القاصة :  ماجدة الطراونة
هنا  نلتقي  فنقرأ  في  عيونكم  ابتسامات   طافحة  بها القلوب   تحكي  منسوب  سعادة  يرقى  الى جبل  الحسين  في  هذا  المكان  الذي  يشكل  موئلا  للحرف   وساحا  ينطلق  فيه  من الثغور  الى الآذان  والعيون  فالوجدان.
بهذه   الكلمات   بدأ  الدكتور   فادي المواج  الخضير  الامسية  القصصية  التي  استهلت   بالشاعرة  والقاصة  نبيلة  حمد  التي  قرأت  عددا  من  قصصها  التي  جاءت    من  الواقع    لتعبر  عن  حالة    تعاني  منها  المرأة  …  المرأة الآم    والزوجة   ووما  قرأت  قصة  بعنوان  ((  يا ابن  الناس ))   وقالت  فيها :

ابن الناس
“أسرعت نحو هاتفها الذي أعلن وقت الصحو وانطلقت تسابق الواجب وهي تمسح بقايا النوم عن عينيها المثقلتين بسهر مضن لم يمنحها غير ساعة لتستريح ، توجهت نحو المطبخ وهي غارقةٌ في التفكير الذي تقطعه بالتسبيح تارة وبالنداء على العيال تارة أخرى ، تأملت شروق الشمس عبر النافذة الهرمة بزجاج مشقوق ، ومعتقٍ بتراب تتراكم بقاياه عند الزوايا حيث يستحيلُ الوصولُ إليها فتظهر ملامحُ الكدر على صفحتها على الدوام ، انتفضت لصوت من ورائها نبراته محبوسةٌ ولكنها تأبى إلا الاندفاعَ المعتاد نحوها بالعتاب : يا مرة أين الفطور ؟ جاهز ، شوي انطلقت تحمل مقطفا تزدحم مساحاته بكأس الشاي والخبز وزيتون ولبنة اجتهدت في صنعها منذ أيام لعله يرضى أو يمنحها وسام شكر بصمت لا يفسدُّ عليها يومَها ، لمحها بعين شبه مقفلة وبدأ يتلو عليها فروضه المعتادة لاعنا ساعة اقترانه بها وساعة إعجاب أمه بأهلها انتهاء بساعة مولده ومولد جده، وفي الصالة المتواضعة كان الغطاء بجانبه يخفي بقايا جسد مرهق لطفل صغير كانت عيناه تلمح بقايا الدهان في السقف وكأنه يحصي كل صباح تداعيات صراخ والده على قشور ذلك الطلاء الساذج ، والتي لا تملك إلا التهاوي خوفا حين تجابه صوتَه الساخط على أمه وعلى الحياة وعلى بائع الخضار ونساء القرية وحتى على صوت شيخ الجامع الذي لا يعلو صوته لينبهه لوقت صلاة الفجر . ”
ومن  ثم  كان  اللقاء  مع  القاصة  لطيفة  عيسى  تالتي  قرأت جملة  من  قصصها  قصة  تعبر  عن  الواقع  وما  يحمله  من  معاناة  يومية   وجاءت  قصصها  وصفية   بلغة  سردية  مباشرة ومن القصص  التي قرأتها  قصة  بعنوان  الحافلة  وقالت  فيها :
طوابير  الحافلات  كما  طوابير  البشر ..  كم  هي  مملة .. لم تزل  تلك الحافلة  تنتظر  متوسطة  عشر  حافلات  أو  ربما  اكثر  بقليل   او  كثير  غير  مهم ..  فأمرنا  وتلك الصناديق  المعدنية لم يكن بيننا  نحن  ركاب تلك الحافلة .. ملل  مغيظ  حد البكاء  بستلل  من تلك الأشياء  الصماء  الى أجسادنا   ليشطرها  نصفين ،  يتجاذب  كل  منهما  أحاديثا  ونقاشات  لا تفضي   إل  شيء  سوى  كزيد  والمزيد  من الانشطارات … حتى  بصبح  كل  جسد  منها  مئات  الأجساد  ولكل  واحد  منها عقل يستنتج  وهو  من  يقرر …  على  تلك  البقعة  الحدودية  بين  جسر الملك عبد  وجسر اللنبي ( القاصل  أو  الواصل  بين الأردن  وفلسطين )  تصطف  حافلة  بين  هياكلها  فينتقل أنينها  الى تلك  الكائنات  التي تقبع  كدمى  في  محل  لبيع  قطع من  التراث  على  تلك  المقاعد  المتهالكة .
واختتمت  الأمسية  بالقاصة  ماجدة الطراونة  التي  قرأت   عدد من قصصها  والتي  جاءت  كسابقاتها   واقعية … ونقلا   عن  الواقع  لتصف  حالة  المرأة  الموظفة  ومعاناة  هذه  المرأة  ومما  قرأت   قصة  بعنوان  ”   أول  يوم  في  مدرستي  الجديدة ”  والتي  قالت  فيها :
بعد  طلوع  الفجر  بنصف ساعة  غادرت  منزلي  متجهة  الى  تلك القرية  النائية   النامية   ببطء  التي  تقبع  في  وسط  صحراء  شبه   قاحلة  ،  هناك  تكن  مدرستي   التي  تم  تعيني  بها  كمعلمة ، أول  مرة  أركب  الحافلة  الى  مكان  بعيد  دون  أمي ،  خرجت  من  المنزل  وأمي  تهدئ  قلبي  بأدعيتها  الوادعة  وتوصيني  بوصياها  المعتادة ،  ركبت  الحافلة  مع  ذلك الشاب  الوسيم  الخلوق  الحديث القديم  الذي  يقودها  باحتراف  ومجموعة من العمال  ذوي  جباه  واسعة كتب  عليها  الحياة  ليست  سهلة .  جلست  على  كرسي  منفرد  ونابتتعت   الحافلة مسيرها  ،  الطريق طويل  والمسافة  بعيدة  جدا  والحافلة  التي تقتلني  الى  تلك القرية  النائية  قديمة  ايضا  ووحيدة  تصدر  أصواتا   تجعلك  تحس  انن  جزءا  منها  سيسقط  وتخلفه  وراءها  وهي  مسرعة .
وفي  العموم  جاءت  القراءات  القصصية  نقلا  مباشرة  عن  الواقع  ممهورة  بالوصف  وبلغة بسيطة  بعيدة  عن  التعقيد .

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!