طِرْ، أيُّها العصفورُ!، طِرْ/ شعر الشاعر الدمركي كريستيان فرديناند وينذر/ترجمة : سليم محمد غضبان

طِرْ، أيُّها العصفورُ! طِرْ فوق مجاهِلِ بحرِ (فُرّي)!
سرعانَ ما يحِلُّ الليلُ،
تنحدِرُ الشّمسُ خلفَ أشجارِ الغابةِ،
و يتسلّلُ النّهارُ مُبتعدًا؛
أسرِعْ الى بيتِكَ، الى رفيقتِكَ،
الى صِغاركِ ذوي المناقيرِ الصُّفْرِ؛
لكنْ عندما تعودُ غدًا،
أخبرني عن كلِّ ما شاهدتَهُ!

طِرْ، أيُّها العصفورُ! طِرْ فَوْقَ أمواجِ بحرِ فُرّي.
إبسِطْ جناحيكَ للمدى!
و إذا ما شاهدْتَ عاشقينِ، اتبعهما،
حاولْ اكتشافَ روحيهما عن قُربٍ.
لوكُنتُ مُطربًا، لعرفتُ
شوقَ المُحبينَ الحرّاقَ،
كلُّ ما يستوعبهُ القلبُ و يُحبّه،
كُنتُ سأُعبّرُ عنه بالكلامِ.

طِرْ، أيُّها العصفورُ! طِرْ فَوْقَ رذاذِ بحرِ فُرّي
الحُبُّ يستدعيكَ للبيتِ؛
قف الآنَ بجمالِكَ بينَ حفيفِ أوراقِ الشّجرِ،
و غرِّد أُنشودةَ حبّكَ!
لو كانَ باستطاعتي مثلكَ السّباحة في الأثيرِ
لكُنتُ عرفتُ نهايةَ رحلتي؛
أنا أستطيعُ في البُستانِ التّنهُدَ و الحُلمَ فقط،
إنّها فاكِهةُ حُبّي.

طِرْ، أيُّها العصفورُ! طِرْ فَوْقَ مياهِ بحرِ فُرّي،
بعيدًا، بعيدًا في العالمِ الأزرقِ!
وحيدًا في الغابةِ عِنْدَ أبعدِ شاطئٍ
ستُشاهد خفوتَ لوني.
الشّقراءُ البُنّيةُ تُغري المُرفرفينَ في الجوِّ،
سهلةٌ هي، صلبةٌ كالمعدن.
العينُ سوداءٌ، و على الخدِّ وردٌ،
آهٍ، سرعانَ ما ستَتَعرّف عليها!

طرْ، أيُّها العصفورُ! طِرْ فَوْقَ نسيمِ بحرِ فُرّي،
يتنهَدُ الليلُ بعمقٍ!
تهمِسُ الأشجارُ بصوتٍ مُخيفٍ!
ألم تسمعْ أبدًا بأنواعِ الآلامِ
حتّى عِنْدَ الأسرابِ؟
ألا تُلقي تحيّةَ المساءِ على قلبي المرتجف؟
قُلْها، فأنتَ تعرفُها جيّدًا.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!