أريد العَودة بلا ثمن!/بقلم:سلسبيل أمين رحال

العودة لكل شيء جعلني أشعر بالطمأنينة،

كان وقت الغروب والمكان يلامس أشعة الشمس وكأنه اللقاء الأخير، المكان دافئ جدًا، أكواب الشاي وهي تلقي علي بعض الحب، نسماتُ الهواء تراقص وحدتي على كلمات أم كلثوم : وأحب تاني ليه واعمل في حبك إيه، وعند النافذة الشجرة التي زرعتها جدتي، بأوراقها الخضراء وجذورها القوية، حفيفها كان يقتحم روحي ويزرع الكثير من الحنين، أمي تُعد القهوة لأبي وتخبره أنه أجمل من البارحة، عينيّ يغمرها النُعاس، شعري الفضولي ينسابُ على كتفي ويقرأ معي لغسان كنفاني:

“أرضُ البرتقال الحزين”

أذكر حينها أنني لم أستطع التوقف عن الوقوع في غرامه، غفوت والكتاب لازال مفتوح يلقي علي كلماته من الصفحةِ إلى قلبي، أيقظتني أمي حينها وقبل أن أفتح عينيّ عانقتها، نعم لهذه الدرجة كان جميل للدرجة التي جعلتني أريد معانقة الشمس أيضًا، ولا أرى شيئًا يضاهي هذه الطمأنينة ..

ولهذا أريد العودة بلا ثمن.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!