مُرهق بالتناقض/بقلم:ضحى الفقيه

يُسلب منك الأمان كزهرة قُطِفت عبثًا وأُلقي بها على قارعة الطريق، تهلك سفينتك وتُؤسر في بطن القلق وفي أعماق اليأس ليزداد الظلام على ظلمته ظلامًا، فتودّ أن تتجرد من ذاكرتك ومشاعرك وقلبك ومن كلّ ما قد يُعيدك إلى عُمق الحزن واليأس لكنك تفشل، تسير في الحياة على صراط الفقد والنَّوَى، تنزف أقدامك من أشواكه، ويرهقك الترنح إلى أن تصل إلى عتبات أبواب الأمل واللقاء، تمضي ولا تعرف إن كنت بالأصل ستبلغ، وفي حين أن كل هذا البؤس يعتريك إلا أنك دائمًا ما تُداري الخيبات في عيون أصحابها، تُطبطب على قلوب المخذولين، وتضمد جراحهم، ورغم أن الكلمات تجرح حلقك إلا أنك تُخبر المارّين أنه لا بُدّ أن هناك سعادة ورضى ولقاء سرمديّ ينتظرهم خلف تلك الأبواب الموجودة في نهاية هذا الصراط، تحاول جاهدًا أن تخلق على وجهك ابتسامة كي لا يجرح بؤسك أحدًا، أليس غريبًا تناقض داخلك مع خارجك بهذا الشكل؟ تتوق للربيع وسط صحراء قاحلة، ترجو أن تجد النور والظلام الحالك يُحيط بك، تحلم بالحياة وأنت قتيل يتنفس، ألا تتساءل كيف لحطام أن يبدو للعابرين صامدًا؟! كيف لشخص يحمل في جوفه عالم مهزوم أن يبدو للآخرين كفراشة أرق من النسيم؟!

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!