البطانة/ بقلم : المخرج المسرحي محمد ختاتنة

أقبلي يا مُنيتي.
كلّي منىً أن نلتقي
طال الغيابْ
لم يعد في العمرِ عمرٌ …
كي تغيبي كلّ هذا عن دروبي
لم يعد في القلبِ صبرٌ …
في دهاليز انتظاري
معتم كوْني فكوني فجرهُ …
هلّي .. أطلّي بالرجاءْ.
بعثرتني قسوة الدنيا
تعالي .. لملميني وانثري الأنوارَ حولي
أشرقي في ليلتي فالحالُ مرُّ
اقبلي يا ليلةَ القدرِ ..
امنحيني فرصتي للبوح
ما في الأمر سرُّ
خاشعا أدعو إلهي فيكِ أشكو حال أهلي
والذي في الناس يجري
*
هدّنا التركيع بالفقر المذلّ
هدّنا الترويع مما سوف يأتي
قوتنا بات الأماني
والتغنّي بالذي كنّا وكان
لا يموت الصبر فينا والدعاءْ
دمعة الأطفالِ حلّتْ في عيونٍ …
حقّها في الأرضِ ضحكات العيونْ
لم تعد تُحيي معاني الحبّ فينا
كركرات الرضّعِ المستضعفينْ
والشبابُ استوطنتهم غصّةُ الخيباتِ باتوا …
يجرعونَ القهرَ خمرًا
يطلبونَ البسمةَ الحمقى
خمولًا في المقاهي
والكهولُ …
العجزُ يرميهمْ رصيفًا
تحتَ خطْو الناقمينْ
كفّنونا بالجيوبِ الخاوياتِ وبالديونْ
يابسٌ خبزُ المساكينِ ارحمونا …
يا جموعَ الحاكمينْ
يا رجالَ الدولةِ المستكلبينْ
يا أساطين التخفّي بابتساماتٍ تعرّي النابَ غيبوا …
لن تداري فعلكم فينا الخطابةْ
ليتَ فيكمْ عاقل يدري بما تعني وزيرْ!
ليتَ فيكمْ من درى معنى النّيابةْ
قد تعبنا يا لصوصَ المالِ
جُعنا يا عِصابةْ
كلّكمْ عبدُ الرّصيد الظالمُ المسعورُ …
والكرسيّ يعطيهِ الأمانْ
كلّكمْ حزبُ الجنونِ المارقُ
الملبوسُ بالسلطان …
يكفي
قد كُشِفتم واهترأتم
لم يعد فيكم أمينٌ نودع الآمالَ فيهْ
لم يعد فيكم نزيهْ
مَن لنا منكمْ ونحن اليوم هنّا واستبحنا
*
كن لنا منهمْ مليكي
أعفِنا منهمْ تعبنا …
ألفُ خرقٍ في البطانةْ
ضيّعوا فيها الأمانةْ
مالها يا سيّدي أضحت رصيدًا ثابتًا
رهنًا لــ”يوسف” أو لـــ”فايز”
حزبهمْ ولّى زمانهْ
ليس هذا الشعبُ عن إفراز أهلِ الأمرِ عاجزْ
ما لها تلك الكراسي أُنهكتْ تحتَ العجائزْ
ألفُ حرٍّ …
من شبابِ الأردن الحرِّ الأبيِّ
بكلّ ساحاتِ الإدارةِ
والقيادةِ
والسياسةِ
قادرٌ بالعلمِ بارزْ
ألف حرّ قادرٍ ان يرتقي أعلى المناصبْ
لا يبالي بالمكاسبْ
إنما .. يقصيه أرباب الخيانةْ
فالوزاراتُ، السفاراتُ، الإداراتُ التي …
قامت ليعلوا في الدنى أردننا
باتت لأصحاب المعالي والسعادةْ
من سبى مال الخزانةْ
مالُنا يا سيّدي …
من جيب زنديقٍ يطيرُ لجيب موتورٍ حقيرْ
حالنا أضحى مهانةْ
من عسيرٍ شعبنا إن فرّ …
يلقاه العسيرْ
ما لشعبٍ في مكانٍ ما لهُ فيهِ مكانةْ
هل صحيحٌ يا مليكي
أن أردنّي لتلك العصبة النكراء
دون الشعب أضحى؟
هل صحيحٌ أنهم أهل القرارْ
يأمرون الشمس إن شاؤوا …
فلا تشرق في الأردن صبحا!
لا نرى فيه النهار
هل بأيديهم قرارُ العيدِ والتشريدِ يا مولايَ صارْ؟
قم لهم ياسيدي وارفع عن اللصّ الحصانةْ
إنهُ حقُّ الأمانةْ
*
ياحشودَ الشعبِ لا يثنيكمُ اليوم التعب
حان يا أهلي بليل القهر إعلانُ الغضب
قد فُطمنا
لم نعد أملاك أهلِ الأمر في سوقِ النخاسةْ
قد مضى عهد الكياسةْ
جيشنا منّا
رجالُ الأمنِ منّا
والذين استكبروا جورًا علينا
لم يعودوا اليوم منّا
قد نبذناهم وقُمنا نرفعُ الأوزارَ عنّا
ليس في تجويعنا فعل السياسةْ
حان أن تشفى بلادي من جراثيم الفسادْ
فارفعوا في هبّة التغيير رايات الضميرْ
لم نعد نرضى كلابا في القصورْ
لم نعد نرضى بلصٍّ يركب الديوانَ أو دار الرئاسةْ
لا نريد اليوم وغدًا في وزارةْ
أو جهولا في النيابةْ
قد بغوا والحمل زادْ
فاسمع الصوت المدوّي اليوم يا حامي البلادْ
عصبة الباغين حول العرش أودت بالعبادْ
فارفع الأوغاد عن أكتافنا إنا لها
إنّا لها يا سيّدي حقا
فقل إني لها

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!