تضاريس تحت عباءة الاحتلال/ شعر: الشاعر العراقي حيدر الحفاجي

 

قَمَرٌ
يطُلُّ على نساءٍ في المدينةِ
يرتدينَ عباءةً
سوداءَ
يلمَعُ تحتَها تلّانِ
فوقَ بحيرةٍ
فَرَسٌ
أتى للماءِ يأخُذُ رشفةً
هذي المدينةُ كُلّما ظمأَ الرجالُ
توافَدوا نحو التضاريسِ التي
صارتْ مضافاتٍ
بها نارٌ
تحيطُ بها الدلالْ
هذي الغيومُ سماءُها
هذي الرمالُ دماؤُها
قَمَرٌ
يُخبّيءُ نفسَهُ
في شكلِ امرأةٍ مِنَ البلّورِ
يسحبُ نجمةً
مِنْ شعرِها نحوَ السريرْ
يرمي غطاءً فوقَها
مِنْ موجتينِ مِنَ الاثيرْ
هذي عباءةُ نجمةٍ
غطَّتْ بها ساقاً لها لونُ النحاسْ
و تمدَّدتْ في الشمسِ
كحَّلها النُعاسْ
هذي المدينةُ
كلُّ امرأةٍ لها ما تشتهي
و لها نبيٌ وجهُهُ مثلُ الهلالْ
ولكلِّ بئرٍ ذئبُهُ
و لكلِّ ذئبٍ يوسفٌ
و لكلِّ يوسفَ قصتينِ
و احتمالْ
هذي المدينةُ
رغمَ كلِّ غبارِ جُندِ الاحتلالْ
تبقى تضيءُ على التلالْ
هذي المدينةُ اخرُ المدُنِ التي
وُجدَتْ مدونةً
على طينِ الفراتِ
و غيَّرتْ معنى الجمالْ

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!