عامٌ مضى/بقلم:ياسرالزبيدي( اليمن )

عامٌ مضى

كزغرودةِ أُمِ الشهيد ,

عيناها دمعٌ, وقلبُها يُراقص الأريج ,
.

عامٌ مضى

كسفينةِ الأحلامِ

على بحرِ الحياةْ

كسجادةٍ فقدتْ تراتيلها

وأضاعتْ قِبلةَ الصلاةْ

كقلمٍ مكسورٍ على ورقِ السيسبانْ

كخريفِ الأقحوانْ

كقصيدةٍ دمويةٍ

راقصتِ الحياة على صوتِ الكمَانْ
.

عامٌ مضى ..

والمدى كهلٌ ظنينْ

والبلادُ زهرةُ الربيعِ

احدودبَ ظهرُها

من حِمل المآسي والدماء

وصوتُ بكاءِ النائحينْ

عامٌ مضى ..

والسلامُ أنشودةُ المتارسِ

في كل وطنٍ حزينْ

والشعاراتُ الغُر

دمٌ مسفوحٌ

تقدَّسَ سرُهُ فوقَ كُلِ جيبنْ

وصوتُ الشمسِ

أُغنيةُ الصباحِ

وترٌ تسَامَى لحَنُهُ مِن عَرقِ الكادحينْ

عامٌ مضى ..

والروحُ صابها ألمٌ

فقالتْ دونما تشعُر

“إنَّ صوتَ الشمس”!

وما درتْ أنّ نور الشمسِ

صوتُ الحياةِ

ولحنُ الكفاحِ

وأغنيةُ القداسةِ في كُلِ حينْ
.

عامٌ مضى ..

والحربُ تُسائلُ ذاتها

كيف نجى مِن ناري الياسمينْ !?

وكيف مع الريحِ والغيمات طار الأنينْ .. !?

وكيف رقصَ العاشقونَ

على صوتِ المدافعِ

وبدى مِن لظى فوهاتي الحنينْ !?

وكيف لشاعرٍ يسكُنُ صنعاء

يرسُم لون الحياةِ

ولون الجمالِ

ولون السلامِ

بقلمٍ تاه مِن سنينْ !?

– يا حربُ كُفي الغرابة

اغتسلي بماءِ القهرِ ,

رُدي سؤالكِ

واختصري الإجابةَ من بطونِ الجائعينْ

وحال مَن تركوا الديارَ نازحينْ

وارتعاشُ أركان السجون ,

بدمعةٍ نزلتْ

كزلزلةٍ من عينِ البريء السجينْ !

يا حربُ إنَّا وأنتِ الخُصماءُ

فاشهدي صمودَ الرغيفِ

وكيف تدوسوكِ الأقدامُ

والأقلامُ والأعلامُ

من كُلِ عِرقٍ وديـن ..
.

عامٌ مضى ..

وبكُلِ بجاحةٍ

يُعيدُ قسوة الشعورِ

ولا يعتذرْ

يُغادرُنا من بين الرُكامِ

تاركاً كُلَ أسىْ

رُغماً عن كُلِ قلبٍ مُنفطرْ

عن كُلِ حُلمٍ مُنكسرْ

عن كُلِ قلمٍ أصبح أعجازُ حرفٍ مُنقعِرْ

عامٌ مضى ..

وما زال صوتُ الوطنِ يقول:

“ربِ إني مغلوبٌ فانتصرْ”

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!