في خيمةِ بدويَّة / بقلم:طارق السكري ( بهانج )

بَـدويَّـةٌ ؟ قـالـتْ : وتـلـك قـبـيلتي
أمّـي الـنَّدى ، وأبـي الإباءُ وإخوتي

والـخـيلُ تـشـهد بـالـوغى أنَّــا لـهـا
أوفـى الفوارسِ عند داعي النَّجْدةِ

والـسَّيْفُ مِـن عـزماتِنا انـشقَّتْ بـهِ
ظُــلَـمٌ ، وأطــلـع بـالـنـهارِ الـنَّـشوةِ

وصَــمـتُّ والـنَّـجمُ الـيـماني زورقٌ
فـي الأفْقِ يطفو فوق وَجْنةِ دُلْجةِ

ورأيــتُ فـي عـينيْ فَـتاتي حِـمْيَراً
فـــي مُـلـكـها، وَدَوَيَّ غَــارةِ طـلـعةِ

ورأيـــتُ مَـــن غـاراتُـهـا لا تـنـتهي
تـطوي الـزِّمانَ كَمِثْلِ طيِّ الصَّفحةِ

ورأيـــتُ ضـيـفـاناً عــلـى أجـفـانها
كـانت تَـؤمُّ عـلى الـقصائد خيمتي

وسمعتُ أصواتَ المروءةِ : مِن هنا
رَحَــبَـاً نـزلـتم يــا ضـيـوفَ مَــودَّةِ

وسـمـعـت أقــداحـاً تَـــدُقُّ كـأنْـهُـرٍ
يـجـري بــه نَـفَسُ الـنَّسيمِ بِـصَبْوةِ

يـا لـيت مَـنْ فَـخَرتْ عـليَّ بـأصلِها
تــدري الـهُـنْيهَةَ أنَّ تـلـك عـشيرتي

وبِـــأنَّ عـيـنـيها الـكـحـيلةَ قِـطـعةٌ
مِــــن لــيـلـةٍ صـيْـفـيَّـةٍ بـمـديـنتي

عـانـقتُها عـنـد الــوداع عِـنـاقَ مَـن
عـــادتْ إلــيـهِ الــرُّوحُ بـعـد مَـنـيَّةِ

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!