آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
هي بلادٌ تَرى فيها العَجب
بلا أجنحةٍ وأقداما مَشلولة
وآلهةٌ وصورٌ كبيرةً
طاووسٌ هناك وثعلبٌ على الضفّةِ الأخرى
أسدُ يَنقّضُ على فَريسته
وقِردٌ في جِهةٍ أخرى
يُراقص أنثى شقراء لَعُوب
بَاعوا أنفُسهم للشيطانْ
وكراسي العروش مَخلوعةَ الكرامةِ
لا ندري متى نهاية المُستبدّين، بالرَّعيةِ
يَتسللون كالأفاعي عَبر الشّقوقْ
والشّعوبُ مطيةَ لأسيادهم
رغيفُ الخبزِ ناشف
والماء شحيح
فلا قمحَ في بلادي
رغم أن أرضي شاسعة
تُربتها من الهِلال الخَصيب
لكن مَن يَملك القرار ؟
وفي كلّ عاصمةٍ نسمع الصُّراخ
والمدافنَ مُزدحمة
ضجيج يَسكن الذّات
تنسكبُ كل الحواسِ الدّفينةِ من شُعوب
مَكسورةِ الجناحِ
وتنهمرُ حواسُ الحسرة
كماء ساخنٍ وكبريتٍ يسيح
على الوجوه فيحرقها، يشوّه وجهَ البراءة فينا
دون قَـيْـدٍ ولا فَـيْضٍ
فـوق المـدينة النّـائـحة
وأنا يلعقني الليل ويَرميني للوحوشِ الضّواري
فأرتطم بصوتِ الغِربانِ
عالمٌ مُـتَـراكمٌ بالخفافيش
وقد تلاشتْ الرّؤيا عن أوطانٍ
تعيش بلا مجدٍ
صَـرِيـر المـوتِ الرّهيب
والحشودُ الكاسرة من الذّئابِ تنظـر إليَّ بذهولْ
في حُـنْجَـرةِ الأرضِ المَحْـروقةِ
من العَابرين الغَجَرْ، وحَفّارينَ القبور
لكنّ أحلام وجوه البؤس
ما زالت، تـُغنِّي بأطـرافها المُـرتعشة
أماطت وشاح الحنين
عن حُبٍّ قديمٍ، وحُلمٍ مَسْروق
من وجوهٍ ما عرفت إلّا القهر
لكنّهم دومًا في دوّامة حمـراءَ
حالمونَ بوطنٍ لا سجّان فيه
بلا زنازين بلا سقفٍ ولا قُـضبانْ
في المدينة قتلٌ وتعذيب بلا ذنب
و المآذن ما زالتْ تُكبر
والكنائس تَدقُّ أجراسها
وجنائز الشُّهداء قَوافل
هي العودة طريقِ الأحرارِ .. طريقٌ دونَ الْتِباسْ
تَصرخُ فينا قِبابها المُذهّبةِ
تعالوا إليَّ
واقتلوا أبناءَ صَهيونْ على أسواري
واغْسِلوا العَارَ مِمّنْ دَنَّسوا , حِجَارتها
هي القدسُ أمُّ العَواصمِ
تَصرخُ فِينا … إلى متى الرُّضوخ
تعالوا وانظروا حَمَامَ القدس
ما زال يَطير
وبائعُ الكعكِ يتجوّل في أزقّتها
وجيشُ العدوِّ يَضربُ بيدٍ مِنْ حَديدْ
و شَعبيَ الفلسطينيُّ يَقطفَ عَناقيدَ الألم
شَقَاءٌ يَنمو في غَاباتِ الْغَرْقَدِ
على عـرُوقِ التَّفَرّقِ فِيكُمُ
رُهَـابُ الوحدةِ العربيّةِ مَقتُولًا
مِنهمُ الضَّعيفُ، ومنهم المُلطَّخِ بِالخِيانَةِ
والبعضُ لا حِيلة لهُ
فإلى متى يا عُرْبَانْ ؟
