آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
رائع جدا
ذلك القرط
الذى يتدلى من أذن الوقت
يمنحنى فرصة للتأمل
ألقى عباءة الشعر
على الرمل
وأدخل فى درس من دروس اليوجا
وحدها الطبيعة تجعلك
أكثر رقة
لم يكن مفهوم الشعر لدى بعض المجتمعات واضحا
يحتاج الشعراء
إلى الصمت أكثر من الكلام
إلى الموت أكثر من الحياة
إلى الخريف أكثر من الربيع
يحتاج الشعراء
إلى كل شئ
يجعل الصمت أكثر حلما بالكلام
ويجعل من قرط معلق على باب المدينة أيقونة للتاريخ
مثل الذبيحة
تطفو الجثث
تأكل الطحالب منها
فيتعفن العالم
تنهش جسد الطغاة
ضحكة الفقراء
وعدمية المشهد
تتلو الحقول شغفها
فيسمع السمك الذى يجرى فى الترعة
يقفز
ثم يحرك المياه الراقدة
يسكن حينا
ثم فجأة
يقفز عاليا
ليجعل من صوت ارتطامه بالماء
محركا للكتابة
كم هو مؤلم
ذلك الغيم
حينما يدخل القمر فى عتمة الغياب
نستدل بالحروف على خشبة الموت
يحملوننى فوق أعناقهم ويسيرون فى الطرقات
الشوارع تفتح ذراعيها
وهذا الغريب
الذى كان فى الحى
ذات ليلة
أفشى سره
فغاب
وأمسك بعصاه
لكنه لم يهش على الجنازة
ولم يكلم الموتى
فقط
كلم الأحياء الذين يسيرون
فوق دمى
أيها المنتشون بالوقوف
أمام قبر شاعر
مالكم لا تضعون وردة على القبر
وتقرأون الفاتحة
ثم تكتبون بالحزن
هنا يرقد شاعر
مالكم
لا تفتحون صدوركم
لهواء يمر بكم
ثم يلون شمس محبتكم
بلون العيون التى ذبلت من قسوة الدمع
أيها الشعر
لماذا تتقن فن المراوغة
تنزع عن رئتى صورة الطفل الذى كنت أكتب له القصائد
كنت أحبه كحبى للبوظة والعسلية
وادخر الشكولاتة
لأطعمه
وأدسها فى جيبه
فى لحظات الفراغ
كنت أحب
لون القصيدة
صوتها
وحركتها التى تسرى
بين الجماهير
كنت أغنى للشعر
أغنية تشبه
عينى امرأة
غنت للحب
ومالت مع غصن شجرة
فقطفت حبة التوت
التى تخرج من جسد الأرض
