قصائد … لم يقرأها الزمن !!/ بقلم : طارق عمار

 

 

قصيدة ..

لطفل لما سمعوا صرخته الأولى ..

أطلقوا العنان لخيالهم ..

ومنحوه كل الألقاب السحرية ..

التى تبين لاحقاً .. أنها كانت أقل بكثير ..

من أن تصنع بشرا ..

قصيدة ..

لغلام كان يحلم باقتناء كرة “شراب” .. وطائرة ورقية ملونة ..

لكنه لم يحظ سوى بحجرة فسيحة .. ملأها عصير العقول ..

وبعض المس .. وبحار كثيرة كان عليه أن يقطعها وحده ..

قصيدة ..

لفتى لم يعدم حيلة لشفتى أى فتاة راقت عينه ..

يقطع التيه الأول وحده .. ويرمى بنفسه للطرقات ..

يصبغ السماء بكل الألوان .. ويشيد بروجاً تسكنها الأشباح البيضاء ..

ثم يعود آخر الليل وحده .. حاملاً كسف الدخان إلى عمق قلبه ..

غير أنه ذات مرة ..

وجل – رغم تبجحه المعروف – أن يخبر فتاة ما ..

بما أعده لها من مقاصير فى غيابة المعبد المنسى على طرف صحراء الروح ..

فتحول وحده إلى تمثال من الملح ..

قصيدة ..

لرجل متشح بخيلاء فضفاضة ..

لا يحب العزلة .. ولا يحب الضجيج ..

لذلك وقع فى غرام القطارات المسافرة المملوءة بالعزلة والضجيج ..

تقذفه السحب بأشياء كثيرة .. ليست له فيها أيه مآرب ..

يتقبلها شاكراً .. ثم يعود إلى التيه مرة أخرى ..

قصيدة ..

لكهل يتحسس جلده بعناية ..

حتى لا يقلق حبيباته المخبوءات تحت جلده ..

يضع يده فى جيب معظفه الداكن ..

ليتأكد من أن السنوات التى ادخرها هناك فى مكانها ..

لكنه عندما أحصاها ..

شعر بغتة أنها لن تكفى ..

لشراء رغيف من الخبز ألأسمر وقرصين من “الطعمية”

لإطفاء مرارة أقراص العلاج الصباحى وحرقة القهوة منزوعة السكر فى حلقه الجاف ..

قصيدة ..

لعجوز غادر مرقده على عجل ..

ألقم روحه لحوت مار بالصدفة فى الشارع الرئيسى لمدينته المحببة ..

ثم مضى إلى التيه ثالثة ..

باحثاً عن صخرة يأوى إليها ..

حتى ينساه الحوت ..

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!