اِسْتٓيْقٓظْتُ هذٓا الصّباحْ
علىٓ هٓواءِ البحْر البارِدْ
وٓقٓفْتُ أمامٓ المِرآةْ
أٓتفقّدُ مٓلامِح الْوسامٓةْ
في وجْهي الحٓزينْ
وأسْتعيدُ بٓـعْضاْ
مِنْ ذِكْرٓيات طُفولتيْ…
كانتْ وجْنٓـتايْ شاحِبتانْ
وعٓيْنايْ ذٓابِـلٓتانْ
كزهْرةٍشُـحّ عٓـنْها الماءْ
ذٓبُـلٓتْ وسٓقٓـطٓتْ أوْراقُـهاْ
تٓجاعيدُ الفُصُول تُـعانِدُهاْ
بٓـرْدُ الشّتاءِ قٓـارِسْ
وجٓـمْرُ الّلهْـفٓة مُلْتٓـهِبْ
والقلبُ ضٓريرٌ كُسِرٓتْ عُكّازُهْ
………
ما بالكٓ يانـهْر ٓ” سٓبُو ”
حٓزيناً مُطْرقاً مُعٓاتباْ
تٓتدفّـقُ ميّاهُكٓ بِكِبْرياءْ
اتّجاهٓ الْمٓصٓبْ …
بِمجْذافٍ يُغازِلُ الْجٓلـيدْ
ها قدْجِئْـتُكٓ بعْدٓ أنْ
هاجٓ بيّ الْحٓنـينْ
وفاضٓتْ بيّ الذّكْـرىْ
ما سٓلـوْتكٓ ولا نسيتُـكٓ
إنّما الدّهرُ دوّامٓةْ…
………….
أٓتذْكُر حينٓ كُنْتُ آتيكْ
طِفْلةً باكيةً ضاحِكةْ
أرْتمي على صٓدْرِك ْ
أعْبثُ بأزْرار قٓميصِكْ
كُنْتٓ تٓحْضُنُني بِذراعٓيكْ
تمْسحُ الحُزْن عٓنْ جٓبينيْ
أنسيتٓ كيفٓ كُنْتُ
مِنْ نار الشّوق ْ
أهْمسُ في أُذنكْ
أُحبّـكٓ …أُحبّـكٓ
كُنْتٓ تٓسْتمعُ ..صامتاً مُبْتسِماْ
……….
وعِنْـدٓ الأصيلْ
أنا وأطفالٓ الحيْ
نٓجْري ونلْعبْ
حفاةٓ الأقْدام نٓرْقصْ
على ترانيمِ خريركْ
نتٓراشقْ بالماءْ فرحاْ
أنسيتٓ ..أنسيتٓ كيْف كُنّاْ
نقْطفُ ثِمارٓ “الشّوكْ”
مِنْ بيْن أغْصانِ الأشْواكْ
النّابتةعلى ضِفّتيكْ
نقْضُمُها بِشراهةْ
والأيْدي تنْزِفُ دماْ….؟؟؟؟
…………
لا تسْألني لِمٓ جِئْـتكْ
بعدٓ سنينْ الهجر ْ…
يا نهر الحُبّ والحياةْ …
هيّ المسافاتْ
طٓـوتْ ما بيْنناْ
ونٓبا الدّهرُ بالأحِبّةْ
حتىّ تٓشٓتّتٓ شٓمْلُنْا
وغابٓ الفرحُ عٓنْ دٓرْبِـناْ
……………………………………………………
“سبو” نهر يحيط بمدينة القنيطرة ( المغرب)