لمن البوح؟؟ / شعر الشاعرة الأردنية مريم الصيفي

مهداة إلى الصديق الشاعر :عبد القادر الحصني

فوقَ صدرِ الليلِ
أسندتُ انكساراتي 
وأسدلتُ همومي
وتلحّفتُ سحاباتِ اكتئابي …
هاجت الأشجانُ وانداحتْ
مداراتُ التشظّي
فوقَ جمرِ الرّوحِ قلّبتُ حشاي
وغماماتُ اشتعالٍ
عصرت حلقي
ففاضت مقلتاي
يا رفيق الشّعرِ قل لي:
كيف لي أن أحبسَ الدّمعَ بقلبي؟
وشظايا القلب
في حرقةِ صدري تتجمّدْ
ها أنا أطلقُ للدّمعِ العنان
كتفٌ حانيةٌ تسندُ رأسي
ها أنا ألجمُ قلبي
قد يفرُّ اليوم منّي
حيثما يجري على السّاحِ الرّهان
********
يا رفيق الشّعرِ قل لي :
جفَّ في حلقي السّؤال
لمن البوحُ إذا كانتْ
خلايا القلبِ جفَّ النّسغُ فيها؟
لمن البوحُ إذا كانت مآقي العين
لا تقوى على ملح الدّموع ؟؟
لمن البوحُ إذا جفّتْ عروقُ الدّمعِ
وافترّتْ عن الجرحِ الضّلوع ؟؟؟
حيث لاحتْ بسمتان :
بسمةٌ فوق شفاه
الوجعِ المرقومِ في دفترِ حزني …
بسمةٌ تستشرفُ الآتي
من الغيبِ وتمضي :
(حيثُ أطوي درَجَ الليلِ وأصعد)
علّني في عتمةِ الليلِ أراني
علَّ في فاتحةِالليلِ اقتراب
لذْ معي بالغيمِ نبحثْ
عن غمامات العطاءْ
علّ في ذراتها صبوةَ عشقٍ
لحنينِ الغرباء
******
( حين أطوي درجَ الليل وأصعد)
أنجُمٌ زُهْرٌ هنا ترمقني
في سماء الدّيرِ حارتْ
باحثاتٍ عن حبيب
فاتها بالأمسِ من قلبٍ لقلب
إنّما الحبُّ لها ولها كلُّ الحنين
فلماذا أنكرتهُ اليومَ ؟؟؟
واشتدّ حريقُ الاغتراب
وتمادى فرحُ الرّوحِ
تمادى في الغياب؟؟؟؟
******
لمن البوحُ ؟؟
رفيقَ الشّعر قل لي :
هاجسُ يهجسُ بي …
تشتهي سنارتي سرباً من النجمات
هامت في سماء الدّيرِ
يضنيها سؤال…
ربّما عزَّ الجواب..
يا نجومَ الدّيرِ
هاتي ضوءَكِ الوهّاجَ
ألقيهِ على دربِ حبيبك
ليلُهُ طال وقلبٌ أُوصِدَتْ
في وجههِ كلُّ الجهات …
أسرجَ الليل وطاف الكونَ
والدّيرُ على مرآهُ
ظلّتْ بوصلة
بقيتْ لحناً شجيّاً
همُّهُ أن يحملَهْ
موغلاً بين ضفافِ الجرحِ
والجرحُ اتّساع
لملمي يا (حمصُ) جرحَهْ
جدّدي يا (حمصُ ) فرحَهْ
وأريحيهِ على صدرِ المنى
بعدَ الغياب
عندَها يحلو لهُ البوحُ
وتخضرُّ الأماني بالإيابْ

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!