إلتباس /بقلم د ميسون حنا

 نظرت إليه بانكسار ، وبخها بشدة، طأطأت رأسها وانحدرت من عينيها دمعتان، نظر إليها ونشوة عارمة تدغدغ أحاسيسه، لا يذكر كيف واصل الحصة، كان يشرح للطالبات وعيناه بين فينة وأخرى تلمحانها… جلست في مقعدها مطأطئة رأسها، ترفعه خلسة وتلقي إليه نظرة خاطفة ، ثم تطأطيء من جديد، ذات خلسة التقت نظرتاهما فبرقت عيونهما ذاك البريق الأخاذ الذي يختزل لغة العاشقين ليكون هو اللغة، تبسم بسمة خاطفة، وجال بنظراته على الطالبات بينما احمرت وجنتاها وشعرت بحرارة تسري في جسدها.

في المساء كان يطرق بابها، وبجرأة وبدون مقدمات طلب يدها من أبيها. الآن هي في بيته، تنظر إليه بجرأة وتحد وهي تطلب منه احتياجات المنزل، وبطنها منتفخ، بينما يشد صغير آخر ثوبها ليلفت نظرها إليه، آخذت تزعق. وتشتكي من قسوة الحياة ، لم يعد بنظراتها ذاك الانكسار اللذيذ ، ولم يعد يشعر بنشوة عندما ينظر إليها ، أدرك حينها أن الأحاسيس تتبدل، وبإصرار شديد أراد أن يحيي أحاسيسه، حث خطاه إلى المدرسة وأخذ يبحث عن طالبة مقصرة كي يوبخها .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!