ضفيرتان ومقص/ بقلم:ريمة خطاب

بيدها المرتجفة أمسكت المقص، وبيدها الأخرى أمسكت ضفيرتها الشقراء الطويلة.
راحت تتأمل شعرها الناعم الحريري بحزن.
( أنت الآن ستنفصل عن جسدي شيئا أحبه، ستأخذ مني ما ستبكي روحي وقلبي على فراقه،
لماذا يا سارق الأشياء الجميلة تفعل هذا؟.
أنا لا أريد أن أفقد ضفيرتي، أنا أحب شعري جدا، بماذا سأتباهى، وأفتخر أمام صديقاتي؟.
بماذا سأجيبه إذا سألني عن ضفيرتي اللتين يحبهما جدا )؟..
صمت المقص بيدها المرتجفة وفتح نصليه وكأنه يعتذر:
( أنا لا أقصد إدخال الحزن إلى قلبك الطيب، ولا أحب أن تبكي هذه العيون الجميلة،
لذلك ارميني في البئر وتخلصي من خطري القابس بهذه الظفائر الذهبية )…
أغمضت عينيها بقوة، سقطت لؤلؤتان في حجر الصمت، أسدلت ضفيرتها على صدرها، راحت تداعبها بهدوء،
وكأنها تقول لها اغفري لي ضعفي على عدم قدرتي على حمايتك،
سأفارقك وأفارق أماني التي لأجلها كنت دائما أجدلك، وأزينك بالياسمين ليتخللك عطره ويحلق ليحط على كفيه،
فقد كان يعشقك ويحب رؤية الياسمين المتناثر عليك، ويأخذ من بين خصلك روائح الحب بكفيه اللتين تلعبان بك،
الآن لم يعد هناك من يهتم ولا يلعب، ولا يعشق،
لم يعد هناك شيء في هذه الحياة، لم يعد هناك شيء أبدا.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!