الشاعر رضوان بن شيكار يستضيف الروائية المصرية دينا شحاتة في زاويته أسماء وأسئلة

أسماء وأسئلة:إعداد وتقديم رضوان بن شيكار
تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع اوفنان اوفاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيفة حلقة الأسبوع الكاتبة المصرية دينا شحاتة
1.كيف تعرفين نفسك للقراء في سطرين ؟
دينا شحاتة طبيبة بيطرية وروائية مصرية ، عضو اتحاد كتاب مصر ، صدر لي ثلاث أعمال روائية رواية ” غفران “، رواية “ثلاثاء آخر” ، رواية “رحيل وغربة “
2.ماذا تقرأين الآن، وما هو أجمل كتاب قرأته ؟
أقرأ الآن رواية ” غربة المنازل ” للروائي القدير عزت القمحاوي، وقصائد مختارة للشاعر البنغالي ” كمال شودري ” ترجمة محمد دباجة.
أما عن أجمل كتاب قرأته الكتب تظل جميلة في المطلق، لا يخلو كتاب من مسحة جمال تظل عالقة بك بعد الانتهاء من قراءته، وإن كنت أحمل في قلبي ركن خاص لرواية ” الحرافيش ” لنجيب محفوظ، فمهما تعددت قراأتي أعود بلهفة، تلك الرواية لا تخذلني أبدا سواء أعدت إليها وأنا أعاني من سدة في الكتابة أو القراءة ، دوما أجد فيها المتسع الذي يعيدني ثانية.
3.متى بدأت الكتابة ؟ ولماذا تكتبين ؟
بحساب الزمن بدأت الكتابة بشكل جدّي منذ عام 2015 وإن سبق ذلك محاولات كثيرة أثناء المرحلة الجامعية، أما بحساباتي الخاصة فمع كل نص جديد أشعر كأني لم أكتب حرفا قط، أمام كل صفحة وورد فارغة ينتابني قلق البدايات ذاته، لذا أكتب، فالكتابة ملطف قوي لذلك الامتلاء بحكاية كبيرة داخلي، أنا لا أكتب من أجل الاستمتاع بالكتابة، ربما متعة الكتابة تأتي في مرحلة متأخرة بعد الانتهاء من كتابة النص كاملا، أما الدافع الأكبر للكتابة هو التخلص من ذلك الصوت، من تلك الحكاية التي تبدأ بالتشعب داخلي، التخلص منها بأقصى ما يمكن من الجودة والدقة، أن أسطر على الورق ذلك السحر الكامن في عقلي.
4.ما هي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكع في أزقتها وبين دروبها؟
هناك مدينتين تتداخل طرقهما داخلي رغم بعد المسافة بينهما
مدينة بورسعيد الساحلية حيث أعيش بثقافة البحر المتوسط وموسيقاها وعالمها وسحرها ومدينة قنا في صعيد مصر حيث كنت أقضي أجازتي الصيفية في طفولتي حيث سحر حكايات الأجداد وروعة النجوم التي تفتقدها سماء المدينة وسكينة القرية.
5.هل أنتِ راضية عن إنتاجك و ما هي أعمالك المقبلة ؟
ما بين رواية ” غفران” أولى رواياتي التي نشرت عام 2018 وما بين رواية ” رحيل وغربة” التي نشرت عام 2021 هناك تطور ملحوظ على مستوى الكتابة، ذلك ما يشغلني في المقام الأول، وفي المقام الثاني أنا لم أركن للاستسهال يوما في الكتابة، حتى وإن قرأت اليوم بعض الفقرات التي كتبتها منذ فترة طويلة ناظرة لها بعين النضج وأقول سرا ” كان يمكن كتابتها بشكل أفضل ” أعود للقول ” لقد اجتهدت كثيرا وكنت شديدة الالتزام تجاه الكتابة،ذلك أمر جيد، فأشعر حينها ببعض الرضا عما كتبت.
أعمالي المقبلة، أعكف على كتابة رواية جديدة وآمل الانتهاء منها قريبا.
6.متى تحرقين أوراقك الإبداعية وتعتزلين الكتابة ؟
لا أكتب ما أخجل منه حتى أسعى لحرقه يوما، أما عند الكتابة فالأمر ليس بيدي قليلا، فيمكن أن تعتزلنا الكتابة فنعتزلها مرغمين، أما إن أخلصت لها أعتقد أنها ستخلص لي وربما نكمل معا حتى تفرغ الحكايات داخلي.
أكتب لأن هناك حكاية تضغط عليّ لأرويها، فإذا فرغت الحكايات لن أكتب.
7.ماهو العمل الذي تمنيت أن تكوني كاتبته، وهل لك طقوس خاصة في الكتابة ؟
رواية ” الحرافيش ” لنجيب محفوظ ، تلك رواية لا مثيل لها في اعتقادي الشخصي
لا طقوس خاصة في الكتابة، فقط يكفي الالتزام بموعد محدد للكتابة
8.هل المبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب؟
بالتأكيد للمبدع دور مؤثر في المنظومة الاجتماعية، لكن دوره يأتي من خلال رؤيته وبصيرته لتحليل الواقع والكتابة عنه، فيجب على المبدع أن ينشغل بواقعه وهمومه ثم يتقدم بضع خطوات وحده كي يرى ويكتب منبها ومضيئا للدرب ولو بضوء خافت.
9. ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل؟ وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟
لا أعرف ما المقصود بالعزلة هنا، لكل كاتب عزلته الخاصة، عزلته الداخلية التي ينفصل بها عن الجميع حتى يتأمل الحياة وتجربته الشخصية، يحاور نفسه وينتبه لأسئلته وشكوكه ونظرته عن الحياة ومدى تطور تلك النظرة ونضجها، فالعزلة واجبة على كل مفكر.
10. شخصية في الماضي ترغبين لقاءها ولماذا؟
الروائي العالمي نجيب محفوظ، لأسأله العديد من الأسئلة عن الكتابة والحياة وكيف يرى العالم، سنحكي ربما عن رواياته وأبطالها وافتتاحيات الروايات وأفكارها، هناك الكثير مما أريد الحكي عنه.
11.ماذا كنت ستغيرين في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
لن أغير شيئا، تلك الحياة التي عشتها هي ما جعلتني ما أنا عليه الآن، أنا ممتنة لكل الأشياء وكل الأشخاص، كل الأماكن وكل الموسيقى وكل المشاعر بلا استثناء، نحيا الحياة ونقول كذبا” لو أن هذا لم يحدث، لكنا أكثر فرحا” ، لكن ما أن يوجه لنا السؤال بشكل جدي يغمرنا الامتنان ونرى بعين اللطف كل ما كان وكل ما لم يكن وحمدنا الله أنه لم يكن، كل دعواتنا التي تحققت فابتهجنا وكل الدعوات التي لم تتحقق ففهمنا عين الرحمة ومقدار اللطف والمعية الحقيقية.
12.ماذا يبقى حين نفقد الأشياء؟ الذكريات أم الفراغ؟
سؤال صعب، حين يتعرض المرء لفقد كبير، يحدث فراغ كهوة سحيقة داخله، حتى يكاد يبتلعه، يخرج من فوهة ذلك البئر ذكريات، تشوش بصيرته وتؤلم قلبه، لا يلتئم الفراغ ربما يصغر حجمه ولا ينتهي جريان الذكريات ربما يقل تأثيرها، لكن المؤكد أن مع كل فقد يقف المرء عاجزا أما ذكريات كثيرة مؤلمة وفراغ هائل.
13.صياغة الآداب لا يأتي من فراغ بل لابد من وجود محركات مكانية وزمانية، حدثينا عن روايتك “رحيل وغربة” كيف كتبت وفي أي ظرف؟
رواية عن فترة تهجير النوبيين وفترة بناء السد العالي، تدور أحداث الرواية بين وادي حلفا السودانية وقرية أدندان المصرية وموقع بناء السد العالي في أسوان في الفترة ما بين ١٩٦٠ حتى ١٩٦٤ من خلال خمس شخصيات رئيسية ” داود ، ملاكه، صالح ، عمران، عبد الرازق””
حكاية كلا منهم التي ما أن ينتهي طرفها حتى ينغزل بشكل تلقائي للغاية طرف جديد لحكايات الآخرين.
رواية رحيل وغربة رواية أنهكتني جدا على المستوى الشخصي، كتبتها بعبء كبير لأنها تحكي عن فترة مهمة جدا في تاريخ مصر، أقمت فترة في النوبة وراجعت كثير من المراجع كنت محظوظة بدرجة كبيرة لعثوري عليها وذكرتها في آخر الراوية.
وقد حصلت الرواية على منحة إنتاجية من مؤسسة المورد الثقافي عام 2020.
14.الى ماذا تحتاج المرأة في أوطاننا لتصل الى مرحلة المساواة مع الرجل في مجتمعاتنا الذكورية بامتياز.الى دهاء وحكمة بلقيس ام الى جرأة وشجاعة نوال السعداوي؟
تحتاج المرأة أن تفهم ذاتها أولا، تتأمل في أحوالها وتخطط لأحلامها دون الانشغال بقضية المساواة من الأساس، يجب أن تتحرر أولا من ذلك الصراع، وتسعى بشكل جاد فيما تراه صائبا
15.ما جدوى هذه الكتابات الإبداعية وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه؟ وهل يحتاج الإنسان إلى الكتابات الإبداعية ليسكن الأرض ؟
الكتابة تدوين للحياة، طرح أسئلة وبحث عن معنى لما نعيشه، هو تواصل رائع للإنسانية على مدى العصور، تقرأ كتاب كتبه أحدهم وقد سطر داخله جملة عن سؤال ما يشغله أو شعور انتابه فتصرخ قائلا ” ذلك سؤال فارق، أو هذا احساس أعرفه” ، ذلك التواصل يسكن المرء فتسكن به حياته وواقعه.
16.كيف ترين تجربة النشر على مواقع التواصل الاجتماعي؟
مواقع التواصل الاجتماعي يسرت سبل النشر أمام الكتّاب، وقربت المسافة بين الكاتب والقارئ وساعدت على التعرف على كتابات جديدة.
17.أجمل وأسوأ ذكري في حياتك ؟
كل يوم هادئ دون منغصات كبرى ينطبع تلقائيا في قائمة الذكريات الجميلة
كل فقد سيء.
18.كلمة أخيرة أو شيء ترغبين في الحديث عنه ؟
أود أن أشكرك أستاذ رضوان بن شيكار على هذا الحوار الممتع الواعي وعلى اهتمامك، تقديري واحترامي.

عن رضوان بن شيكار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!