الشاعر رضوان بن شيكار يستضيف الشاعرة اللبنانية رانيا مرعي في زاويته أسماء وأسئلة

أسماء وأسئلة:إعداد وتقديم رضوان بن شيكار
تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع اوفنان اوفاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيفة حلقة الأسبوع الشاعرة اللبنانية رانيا مرعي
1. كيف تعرفين نفسك للقراء في سطرين؟
شاعرة لبنانية عربية ، مؤمنة أنّ الحب هو درب الخلاص من مآسينا ، لا أعترف بالحدود فالإنسانية تجمعنا مع كلّ الشرفاء .
2. ماذا تقرأين الآن؟ وما هو أجمل كتاب قرأته؟
حاليًا أنا أنهل من ” نهج البلاغة ” للإمام علي ، هذا الكتاب الذي كلّما أثقلنا واقعنا المأزوم يعيدنا إلى صواب الحقيقة .
أما عن أجمل كتاب قرأته وربما عشرات المرات فهو كتاب ” على متن حقيبة ” للكاتبة السعودية ندى ناصر الغامدي ، هذه المرأة الشجاعة والشفافة التي أرجو لقاءها لأخبرها عن سرٍّ يحق لها وحدها معرفته لأنها سبب وجوده .
3. متى بدأت الكتابة؟ ولماذا تكتبين؟
بدأتها ربما في رحم أمي ، أنا المفطورة على التساؤلات منذ زمن ، أنقل ما يجول في خاطري بعفوية متهورة .
أكتبُ لأني أحب أن أحادث كلّ البشر ، أعيشهم وأنقل مشاعرهم المكتومة إلى العلن ، باختصار أكتبُ لأن أمانتي في هذه الحياة هي ” الكلمة ” .
4. ما هي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكع في أزقتها وبين دروبها؟
بيروت تسكنني عميقًا ، هذه المدينة التي لا نستحقها ما زالت وفية رغم كلّ مآسيها . أزورها في الفرح لنتشارك هذا النبض الأمين ، وفي الحزن لتقويني ، هي الشاهدة الحيّة على كلّ قيامة ، وفي الوحدة لأشعر بالانتماء .
5. هل أنت راضية على إنتاجاتك وما هي أعمالك المقبلة؟
راضية كلّ الرضى لأنّي أعمل بحب ، وأكتب بصدق ، أرضي قناعاتي وأحمل رسالة التغيير في مجتمع على شفير الهاوية وهنا أحافظُ على بعض أمل .
وعن أعمالي المقبلة أحضّر ديوانًا جديدًا أرجو أن ينال استحسان القراء ، وأعمل على إصدار كتاب يضم سلسلة ” ذكرياتي مع فيروز ” .
كما صدر منذ أيام ديوان مشترك مع شعراء كبار بعنوان “قصائد في جائحة كورونا ” وكان لي فيه قصيدة عن وباء العصر .
6. متى ستحرقين أوراقك الإبداعية وتعتزلين الكتابة؟
عندما تقرّر الكتابة أن تعتزلني ، وإلا أنا لا أفكر بهذا الموضوع حاليًا . وإن حصل سأحتفظ بكل أوراقي لأنها تاريخي وهويتي .
7. ما هو العمل الذي تمنيت أن تكون كاتبته؟ وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟
ما تمنيت سوى أعمالي ، فأنا مؤمنة أن كل كتابة لا تشبه إلا صاحبها ، لذلك مهما بلغ إعجابي بعمل ما أفرح لكاتبه وأسعى لمناقشته لأن حروفه لامستني .
وطقوس الكتابة بنت ساعتها ، لحظة ولادة القصيدة غير متوقعة لذا أحمل أوراقي معي دائمًا فأنا أستمتع برقص الكلمات على الصفحات البيضاء ، لا بل أشمُّ عطرَ قوافيها .
8.هل المبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب؟
دور المثقف جوهريّ في مجتمعه ، فهو الناطق باسم كل القضايا وهذا واجب عليه وليس خيارًا .
فالإبداع ليس منصبًا للتباهي ، هو تكليف أخلاقي لا يتوانى عنه إلا الجبناء . وحتى لو بالغنا في التحليق بمعانينا ، فالرجوع أكيد إلى واقع لا بدّ من صونه وتصويب أخطائه .
9. ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل؟ وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟
لا أعترف بكلمة العزلة ! طالما أنا مع نفسي أحادثها وأحاججها ، فالوجود حولي مكتظ !
قد يكون الكاتب بين الجموع الغفيرة ولكن أفكاره مقيّدة ، لذلك أقول أن العزلة كلمة سوّق لها شخص يائس خان نفسه عندما همّشها .
10. شخصية في الماضي ترغبين لقاءها ولماذا؟
كنت أودُّ لقاء الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ، أشعر بانتماء لهذا الرجل ، كنت سأقول له أني أثق به بقدر ما خذله العابثون ، وأني أحبّه لأن صدقه نادر .
بالمناسبة أحب يناير ليس لأنه شهر مولدي وحسب بل لأنه شهر جمال ، والتمرّد الذي في داخلي ربما هدية تركتها لي روحه التي عرفت كم سأحبه .
11. ماذا كنت ستغيرين في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
سأكون أنا من جديد ، بكل انتصاراتي وانكساراتي ، بكل قوتي وضعفي . فكلّ ما مررت به في حياتي هذه وكان من اختياري كان وليد لحظة صدق ، وما اختاره الله اي لن يتغير ولو عشت ألف حياة .
ولكن أصدقك وأقول لو خُيِّرتُ ماذا سأكون لوددت أن أكون ياسمينة يُخمدُ عطرها حرائق القلوب المنسية .
12. ماذا يبقى حين نفقد الأشياء؟ الذكريات أم الفراغ؟
وهل الذكريات حقيقة ؟ هي فراغ يسجننا في إطارات بلا وجوه . كم نحتاج أن ننسى أحيانًا كل التفاصيل . لذلك فاقد الذاكرة لا يستحضر الا طفولته لأنها بداية اللاشيء ، والذي يقرر الانتحار يطعن الفراغ بالغياب ، وفاقد الوطن يرمي نفسه في رحلة موت دافنًا كلّ الذكريات ..
13.صياغة الآداب لا يأتي من فراغ بل لابد من وجود محركات مكانية وزمانية، حدثينا عن روايتك “بلا عنوان” .
كيف كتب وفي أيّ طرف ؟
” بلا عنوان ” ديوان شعري ، كتبت فيه حكاية الحب في شرق يتنكّرُ لهذه المشاعر النبيلة .رفعت فيه الصوت انتقامًا للموؤودة الأولى ، ولكلّ من حاكموه بتهمة النبض الصادق .
أسميته بلا عنوان لأننا كلنا ، بعيدًا عن الحب غرباء كالصدى ، لا ننادي أحدًا ولا نُجيب !
14. الى ماذا تحتاج المرأة في أوطاننا لتصل الى مرحلة المساواة مع الرجل في مجتمعاتنا الذكورية بامتياز.الى دهاء وحكمة بلقيس ام الى جرأة وشجاعة نوال السعداوي؟
تحتاج فقط أن تثق بنفسها وقدراتها ،أن تؤمن أنها ليست الحلقة الأضعف ، أن تعي دورها التنويري .. عندها ستدهش هذا الشرق الذكوريّ . فصمت المرأة عن حقوقها وخضوعها الذي بات وكأنه جزء من العرف هو الذي مكّن الجميع منها .
إلى حواء :” كوني امرأةً حرّة “
15. ماجدوى هذه الكتابات الإبداعية وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه؟ وهل يحتاج الإنسان إلى الكتابات الابداعية ليسكن الأرض؟
الكتابات الإبداعية خير توصيف للواقع ، فإن كان الواقع منصفًا تخلّده ، وإن كان أليمًا تصوّب ثغراته .
والإنسان ، كي يعيش على هذه الأرض يحتاج الكثير من الخيال مع العقل والقلب ليتمكن من العبور ، يحتاج أن يفهم ما يدور حوله وليتقبله عليه بالقراءة والانسلاخ ولو لثوانٍ عن كل المرايا ، هي سفرة زمن .. ومن يعرف حساب الزمن ؟!
16. كيف ترين تجربة النشر في مواقع التواصل الاجتماعي؟
وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت إلى حد كبير في توسيع دائرة التعارف ، وأوصلت كتاباتنا إلى قلوب المتابعين . هي الوسيلة الحالية الأكثر قدرة على مساندة أقلامنا .
لكن بالمقابل ، فتحت الباب لكثير من المتسلقين الذين اعتمدوا على جمهور يشبههم في اللامعرفة ، للأسف .
17. أجمل وأسوء ذكرى في حياتك؟
أجمل ذكرى يوم تخرجت ابنتي من الثانوية العامة ، رأيتُ فجأةً أمامي شابّة واعدة تفتح باب المستقبل بخطًى ثابتة ، واثقة وجريئة .
أما الأسوأ فعاقبتها بالنسيان حتى لا تنال شرف البقاء ولكي يسرقها الغياب .
18. كلمة أخيرة او شيء ترغبين الحديث عنه ؟
في الختام ، أشكرك صديقي الكريم على هذا الحوار الممتع وعلى هذه الأسئلة التي تحاكي التميّز .
وأتمنى لك المزيد من العطاء والنجاحات .
وللمتابعين الكرام أقول : ” كونوا أوفياء للحب ، كي ينصفكم القدر “.

عن رضوان بن شيكار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!