محمود عبدون في حوار خاص مع نوار الشاطر حول ” انقاذ الحيوانات

آفاق حرة

• تفردنا بانجاح اختبارات الدم المعملية المتخصصة بالحيوانات الصغيرة هي سابقة تغني الطبيب عن اللجوء للمخابر البشرية في التشخيص .

• أقترح أن يكون هناك ربط بين الملاجىء المرخصة ، وكلية الطب البيطري لتكون مكان عمل ميداني للطبيب البيطري الخريج.

• تسميم الحيوانات هو نابع من عدم وجود أذن صاغية تسمع الحلول المقترحة من أهل الخبرة .

* كيف يقدم أ.محمود عبدون نفسه للقاريء العربي ؟

** محمود عبدون شاب عربي مؤمن بالتطور وأن من أكبر النعم أن تبدع في عمل تحبه لا يوجد عمل بدون صعوبات إذا كان الإيمان به يتوافق مع دراسة وخطة تعزز خيار النجاح .

* ماهو الدافع لإنشاءعيادة متخصصة بإنقاذ الحيوانات وعلاجها ؟

** أهم دافع لإنشاء عيادة متخصصة نابع من محبة هذه الكائنات التي تتعرض للألم التي دون أن تتكلم ، فلا يكفي تشخيص العوارض بدون الغوص داخل ماخفي من الأمراض والسيطرة ودراسة كل مرض وتوثيق الحالات التي أصبح لها أرشيف لا بأس به، يعزز تلك الحاجة ويجعلها تجربة يجب أن تتكرر وتصبح ظاهرة مهمة.

* ماهي الخدمات التي تقدمونها للحيوانات المصابة ؟

** إن مايقدم للحيوانات هو جزء بسيط من واجب الطب البيطري الغني عن التعريف فهو طب الإنسانية جمعاء ، ولكن تفردنا بانجاح اختبارات الدم المعملية المتخصصة بالحيوانات الصغيرة لتكون سابقة تغني الطبيب عن اللجوء للمخابر البشرية في التشخيص ، وتعزز فرص نجاح العلاج إن كان الجراحي بالكهرباء والتخدير الآمن الحديث .
إضافة للايكو وتحاليل ال CBC و التحاليل الكيميائية والكشف عن طفيليات الدم ، وأيضاً نجاح التلقيح المجهري أو الصناعي ، وبعض الحالات العظمية .
إضافة للتوسع بالمشاكل الجلدية والآفات التي لها خلفيات جينية ووراثية بشكل عام خدمة شاملة بمعدات حديثة لتزيد الأمان بالمعالجة .

** ينتشر الخوف أحياناً عند مشاهدة كلاب في الأحياء السكنية ، كيف يمكن لأي شخص أن يتعامل معها ؟ وما سبب الخوف عند الناس ؟

** أما عن الخوف من الحيوانات فهو أمر طبيعي طالما لم تتبدل المفاهيم تجاه الحيوانات ، ويتم تجاهل أمر مهم هو أن أهل المدن والقرى على حد سواء لديهم علاقات مع الحيوانات ، ففي المدن قد لا يخلو منزل من وجود قطة أو كلب ، وأيضاً عند الفلاح والصياد و راعي الأغنام ، لذا الاستغراب من أين نبع هذا الخوف اتجاه الحيوان ؟
مع أن الانسان هو المتعدي على مواطنها ، بتوسع سكنه اتجاه الضواحي والقرى والبساتين .
فلا بد من العودة لتاريخنا الراقي بالتعامل مع الحيوان واعتباره شريك أساسي بالحياة معنا وليس متطفل عليها .

* داء الكلب ، وما يسببه للإنسان ، كيف يمكن أن يحدث ؟ وما الأسباب ؟ وماهي الطريقة الأمثل للتعامل مع الكلاب الضالة دون إيذائها ، ودون أن تؤذي غيرها ؟

** داء الكلب هو داء خطير وهو داء ڤيروسي يسبب التهاباً في الدماغ ، ويهاجم الجملة العصبية في الكائن المصاب من ذوات الدم الحار ، والكلب ناقل له كالجرذان وباقي الكائنات وله آلية خاصة بالانتشار ولا تعيش الكلاب أو الكائنات المصابة به ، فهو يسبب الشلل والموت المحتوم .
أما انتقاله للإنسان فهو أمر خطير إذا لم تحصل الكلاب على تطعيم موثوق اتجاه الڤيروس .
الكلاب الشاردة ليست بالضرورة أن تكون مصابة به ،وهي ضحية بمعظم الأحيان جراء اعتداءات المتهورين عليها ، لكن هناك طرق علمية للتعامل معها لو وجدت إرادة بالمناطق التي تعاني من ظاهرة انتشارها .
فعلى سبيل المثال الاستعانة بالجمعيات المتخصصة تقوم بتعقيم الكلاب الشاردة لتخفف أعدادها ، التبليغ عن العدواني منها واصطياده ببنادق تخدير خاصة وعزلها ، والأهم التعايش معها من خلال تنظيم البلديات ، فبدلاً من وضع السم وضع كميات كافية من الطعام بأبعد نقطة عن مركز الضواحي فتلجأ الكلاب لمكان بعيد للتغذية ، وهذا ما يحصل قرب المسالخ المتطرفة عن المدينة.
الحلول موجودة لكن لا إرادة للاستماع لأن البعض حول موضوع التعاطي مع هذه الظاهرة إلى حرب بين الأخيار والأشرار واستفادوا من المتعاطفين .

* ماهي الأمراض الشائعة التي يمكنها أن تنتقل من الحيوانات إلى الإنسان ،
وماهي الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان ؟

** الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان بالعموم هي الأمراض الجلدية والسعار و الطفيليات ، ومعظمها لا يأتي بالاتصال الطبيعي مع الحيوان ، بل هي انتقالها أمر صعب ومعقد ، لأن معظم الاصابات لا تكون تلك المعدية ، لكن الحذر ومراجعة الطبيب شيء مطلوب وضروري.
والأهم هو حصول شهادة للحيوان تثبت خلوه من أي مرض أو عدوى عند الرغبة في تربيته .

* من خلال خبرتكم في مجال انقاذ الحيوانات ، هل ترى أن ثقافة انقاذ الحيوانات منتشرة في مجتمعنا ، وكيف يمكن أن نعزز هذه الثقافة بين الناس في مجتمعنا ؟

** ثقافة انقاذ الحيوان منتشرة بقوة ، والدليل أن هناك جمعيات تحصل على تبرعات هائلة من منظمات خارجية عبر سوريين مقيمين بالخارج ووسطاء محليين ، وأيضاً متبرعين عبر وسائل عدة ، وهذا أكبر دليل أن الارضية موجودة عند الناس للمساعدة ، يبقى علاج الحالات الشاذة والتي هي حالات مرضية تحتاج لقانون رادع حتى تتم العملية بشكل اجتماعي يعكس الصورة الصحيحة عن المجتمع السوري الإنساني ،والذي هو سباق منذ مئات السنوات بعمليات الانقاذ للحيوانات الشاردة وهناك شواهد أثرية وتاريخية على ذلك .

* الرحمة الإنسانية هي ما تميزنا كبشر ، وهذه الرحمة مطلقة تشمل الجميع ، لماذا يلجأ البعض لتسميم وقتل حيوانات ضعيفة في الشارع تحاول أن تجد قوت يومها ولا تؤذي أحد ؟

** كما ذكرت تسميم الحيوانات هو نابع من عدم وجود أذن صاغية تسمع الحلول المقترحة من أهل الخبرة .
وهذا شيء مفهوم للجهات المعنية لأنهم يريدون حلاً سريعاً ، وهنالك ضغوط من الناس التي تخاف وتطلق صرخات استغاثة بمعظم الأحيان هي تهويل عبر ” السوشال الميديا” ، وأيضاً هناك حالات عض حصلت ، ولكن طرق المعالجة لا ترتقي لمستوى مكانة الكفاءات الكبيرة الموجودة لدى دوائر الخدمات البيطرية ، فهناك العشرات من الأساتذة والأطباء الأكفاء والمتطوعين المستعدين لأن يتعاونوا مع الجمعيات المرخصة .
وأجهل تماماً عدم اللجوء لتلك الخبرات الموجودة داخل المكاتب فهم أطباء بالنهاية ، ومدربين وعندهم ” المونة ” على كل العيادات للمساعدة ، وانجاز عمليات خصي وحد الأعداد وترقيم الحيوانات بوشم خاص بعد الصيد ، واطلاقه بأماكن بعيدة وبخطة قد لا تتجاوز ٣ سنوات ، ستختفي هذه الظواهر وتكون الأعداد مقبولة للتوازن الطبيعي .
وأنا قد مررت اقتراح أن يكون هناك ربط بين الملاجىء المرخصة ، وكلية الطب البيطري لتكون مكان عمل ميداني للطبيب البيطري الخريج ، فالحالات التي ترد للملاجئ حالات تستحق الاطلاع ، وتعطي الطبيب خبرة واسعة وتقلل من تكاليف الملاجئ ، وخلال عدة سنوات ستخرج سوريا للعالم أفضل كفاءات تعاملت مع الحالات الصعبة وتمرنت على أصعب الامور التي تحتاج احتراف عال .

* في ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة ، هل ترى أن امتلاك حيوان والعناية به وعلاجه رفاهية ؟

** لا أر أن تربية الحيوان رفاهية ، لكن المرهق اليوم كما كل شيء تكاليف التربية وخاصة في ظل الأوضاع الصعبة ولكن في بلدنا كما يقال ” ما منموت من الجوع” فنحن بلد زراعي ، استطعنا أن ننتج أعلافاً رخيصة وموازية للأعلاف الأوربية ويوجد مصادر غذائية متعددة لا يستهان بها .

* ماهي الصعوبات التي تواجهكم في إنقاذ الحيوانات ؟

** تنقسم صعوبات انقاذ حيوان لنوعين التعامل مع الحيوان الشارد أو في البرية ، بأغلبها هي حالات دهس على طرقات سفر أو حوادث يصعب نقل الحالة إلينا .
أما الحيوان المنزلي فأخطر مانواجهه هو لجوء المربي لاستشارة مواقع التواصل الاجتماعي بأمور علاجية ، فيقوم البعض خلف الشاشة من وصف وصفات تشترى من الصيدلية ، وغالباً ماتؤدي لضرر وأذى للحيوان تزيد من حالته سوء ، إضافة للتشخيص المبالغ فيه في وصف الأمراض فمن السذاجة توصيف حالة وأعراض ووصف أدوية ، ونقاش علاجات تخص كائن حي عبر “السوشال ميديا ” دون فحص سريري ومعملي ، فمعظم أمراض الحيوان تتشابه بالأعراض الظاهرية .

* كلمة أخيرة ، أتركها لكم .

** أخيراً لا بد من أشكرك على اختياري لأجيب عن هذه الأسئلة التي اعتبرها جوهرية وتختصر سلسلة من المشاكل والأمنيات ، وأتمنى أن نصل ليوم نحقق فيه نحن رواد هذه الهواية أملنا بتشاركية علمية نحاول أن نسعى لها لوضع حد فاصل بين الازدهار الاقتصادي لأي مهنة والتطور العلمي الذي لا بديل عنه لنرتقي للأفضل .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!