آخر يوم في حياة صاد/ بقلم إيهاب خليفة

آخر يوم في حياة صاد

يمكن لصاد الآن أن يخرج

 فقد انتهى كل شيء

من حوله

 الروائح السيئة في كل ركن

 العائلة محشورة

في نفق

الزمن يتشمم الجثث

 ككلب بوليسي يخشى إعدامه

وعليه أن يثبت أن الخريف

الذي يعيش فيه

 والهزال الذي يفتت عظامه كذبة .

 صاد

 الذي لم يستوطن منزلا يوما،

 وعاش من رصيف إلى آخر ،

 ومن بالوعة إلى غيرها.

 ومن خرابة إلى أخرى ،

 هو الآن محاط بالخيبة الكاملة .

 لماذا عدت لتزور العائلة يا صاد

 لماذا؟

العائلة مدمنة الألفة

 ذات التقاليد

الراسخة

التي تتلف الكتب

 والخشب

وتسرق الطعام .

العائلة التي أحبت الحياة

 في ظلام

و تفزع من النور ،

 الفارَّة من كل شيء

 سهلة الاصطياد

 التي تكون مقابرها حيث

 تعجز خطواتها

عن الفرار .

 العائلة التي بعتها

 من أجل نزق

 عابر قصير .

 هناك حيث عشت

 كنت صادا من درجة ثانية

 الصادات الشقراوات

المغريات

 لم يعتنين بك

 وأطعمة الميكروويف

لم تكن مريحة بحال .

 أرصفة لامعة فوقها مشيت

مولات خمس نجوم

 اختبأت فيها

 بينما لم تستطع يوما

أن تغفو في مكتبة كعادتك

 في مكتبات الشرق

 كنت تنام

حتى تتعب أعضاؤك

و يرقاتك تستلقي

 فوق أي سطر تشاء .

 هناك تأكدت

 أن نملة ضئيلة

 يمكن أن توقع الهزيمة بك

 وأن نعاسك ليس آمنا

في وجود الأرملة السوداء

وأن الفراشات زعيمات مافيا

 لسرقة الألوان .

 هناك عرفت أنك إن لم تصنع مجدك

 في وطنك الأم

فلا مجد لك

 وعرفت أنك

 وللأسف الشديد تكبر .

 لم تعد إذن من أجل أحد

 لا عائلة ولا مكان

 لا حنين ولا ذكرى

 بل من أجل نزق

 آخر غريب .

 شواربك ظاهرة الآن

من ثقب

 لم ينتبه إليه أحد

 لتذهب إلى جوارالعائلة

ملقيا نظرة أخيرة

 ولتتنهد

وأنت تضغط بكل قواك الخائرة

 على بخاخ لعلبة

عليها صور لكثير منك

 إنه قدرك

قدرك الذي لا مفر منه

 يا صاد .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!