لآفاق حرة
أغنية للحياة …. أغنية للموت
الشاعر. أكرم الدويري. الأردن
سلامٌ على كل طير هنا
على كل سنبلة حرّكتها نسائمُ صيفٍ
فألقت على حاصديها السلامْ
سلامٌ على كلّ أرضٍ تغرَّبتُ عنها
ولم أوفِها حقّها من طيوب الكلامْ
سلامٌ على كلّ وردٍ علا فجأةً
على قبر ضيفٍ نأى وحده في سكون الظلامْ
***
صباحٌ على الساكنينَ برحم الأنينْ
صباحٌ على كلِّ موتٍ يجيءُ بلا موعدٍ للزيارةِ من صاحبهْ
صباحٌ على الواقفينْ
يشدُّون حريةً فوق أكتافِهم
ليعودوا إلى أهلِهم سالمينْ
صباحٌ على كلِّ قطرةِ دمّْ
تفجّر منها الحنينْ
فأردتْ بهِ قاتلَهْ
***
صحوتُ لأرقبَ كيف نعودُ إلى عمرِنا سالمينْ
نظرتُ إلى وجهِ ظلِّي
فكان يغطُّ بنومٍ عميقْ
فقلتُ سيلبسُه الروحُ بعدَ قليلٍ
وينهضُ ثمَّ يحّدقُ فيَّ ويسألني :
– لم تنَمْ بعدُ يا صاحبي ؟
* أراقبُ وجه الأحبّةِ حولي
وأحمدُ ربي لأنّا هنا لم نزلْ جالسينْ
***
تمرُّ الحياةُ صباحا لتوقظَنا من سُباتٍ عميقْ
نمرِّرُ كفّاً على موضع ِ القلبِ ، نهمسُ : حمداً
فما زالَ في الصدر ِ نبض
ونمضي لصيد الأماني
ونكتبُ للشعر ِ بيتاً
وما زالَ في النفس ِبيتٌ طليقْ
***
تمرُّ الحياةُ كحُلْم ٍ سريع ٍ
ولمّا نفيقُ نحاول أنْ نتذكّرَ بعضَ حدودِهْ
فتُعجزنا الذاكرةْ
وننفضُ عنها غبارَ السنينَ
فيسقطُ منها صديقٌ عزيزٌ
إلى عالم الآخِرةْ