ها أنا اتجول / بقلم : وليد المسعودي / العراق

ها انا اتجول

في هذه المدينة الخربة

كل فتحة زقاق

تبدأ ببكاء طفل

كل فتحة باب

تبدأ بطقطقة صحن فارغ

وبين البكاء والفراغ يصيح بائع الآيسكريم

هناك طفل يركض الى العدم

حيث صوت رصاصة قادمة

من عركة عشائرية

ها انا اتجول

في هذه المدينة الخربة

ما تزال معلقة صور الشهداء

هذا ما تركته الشمس على وجوههم

دماء حمراء

صديق الطفولة هناك

في ركن قصي

اتذكر كيف كانت

الأعياد جميعها تخدعه

ولا تهديه مسدسا او بندقية

فيصنعها في البيت

خشبتان وطلقة مصطنعة

من صوته الخشن

يخيفنا فنركض مسرعين من شدة الضحك

ها هو الان يرقد بسلام

تاركا زوجة وباقة زهور

مسها الذبول

 

ها أنا اتجول

في هذه المدينة الخربة

سيارة مسرعة ورجل ثلاثيني

يرمي بعلبة البيبسي كولا

آه احس ان قلبي هو المرمي

في شارع يفور منه الاسفلت

وتأتي الصبايا المتشحات بالسواد

فتدوس عليه

كيف يصبح قلب الحمامة هذا

نواح لا ينتهي مع كل

كبسة كعب عال

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!