المسار السيميائي السردي عِبر الإنزياح التوليدي للغة

بقلم: حسين عوفي /العراق.

سياحة مقتضبة بين ضفاف ديوان(هديل قلب) للشاعرة السورية نوار الشاطر.

مقدمة:
عندما يستخدم النثر لغايات شعرية، فلابد أن يكون ضمن هيكل وتنظيم معين، ولابد من أن تحكمه قوانين معينة، ليس من ناحية الشكل فقط بل هناك من الفنية والعضوية والجمالية والعمق، تمكنه من أن ينضوي تحت خيمة الشعر.
كما نلاحظ في قصائد عمالقة هذا اللون المابعد حداثي لدى رموزه الكبار أمثال، محمد الماغوط وانسي الحاج وغيره من الذين جعلوا إتكاء الإيقاع البصري على مرجعية الحواس، متمثلاً بطول السطر وقصره، أي عدم التزام التساوي، وإبراز شعرية الصورة، وشعرية التأمل، والحلم الواثب نحو التغيير عبر العديد من الوسائل كالتناص والرمز والاستعارة الإنزياح بفروعه الثلاثة، الإضافية والدلالية والتركيبية.
ولتسليط الضوء على هذا اللون الأدبي من ناحية مفهومه ، ندرج ماوصفه الناقد الدكتور أحمد حسن عوض، حيث يصفه بما يلي:
قصيدة النثر تعتبر حلقة من سلسلة الشعرية العربية، وليست كيانا يخاصم التاريخ، فهو يرصد الإختلاف ويلمح الحساسية الجامعة لها ويؤطر لها في سياق واحد، هي البحث عن صورة ثابتة لكائن حر.
وبعيداً عن الإدعاء بحرفية النقد وفذلكة المتناقدين من الذين جعلوا من أنفسهم اوصياء على جمهرة المبدعين، أقول ولله الحمد أنني قارئ متعطش للجمال وبكل فنونه الإبداعية وقد مكنني علم البلاغة والنحو والصرف والعروض وما اطلعت عليه من تراث أصبح لدي خزين معرفي ساعدني في التمييز بين الجميل والرديء ولأكتشف مواطن الجودة التي بسببها أشعر بالمتعة الحقيقية، لاتضاهيها متعة.
وهنا أود التنويه بعدم الإكتفاء بالوصف الظاهري الداخلي للنص، أو أن متداول الجملة أو الكلمة ومعناها، بل السعي وراء مجمل العمل الأدبي لتأطيره وتصويبه وتواقتناص موجهاته والقيام بدرج استنتاجات تشتمل كلية الإبداع الأدبي واستلالها من النصوص نفسها دون اسقاطها على قوانين ومحددات معدة مسبقا، بل وفق منظور محايد لايقف بالضد او مع الأحكام المسبقة، لينصف أصحاب العقول المبدعة والجهد الفكري والنفسي والذي تمخض عنه عمل أدبي يستحق التقدير والتأمل.
وهنا أذكر مقولة رائعة لحاجي خليفة حول غاية التأليف إذ يقول:
إن التأليف على سبعة أقسامٍ،لايؤلف عالِمٌ أو عاقِلٌ إلا فيها، وهي إمّا، شيء لم يسبق إليه فيخترعه، أوناقص يتممه، أومغلق يشرحه، أوطويل يختصره، دون الإخلال بمعانيه، أومتفرق يجمعه، أو شيء أخطأ فيه مصنفه فيصلحهُ.
من هذه المقولة نستشف أن الشاعرة لديها رغبة لإنمام ماانتقص، ومغلق تريد فتحه وشرحه، ومتفرق تجمعه، ومختلط ترتبه، لتأتي به رسالةً لعقل مستنير وقلب مؤمن وصادق فيما يقول.
1.تعريف النص الأدبي:
هو متن الكلام الذي يعبر الأديب من خلاله عن مشاعره ومايجول بخاطره عِبر لون من الوان الأدب.
وتهدف دراسته الوقوف على هذا الإبداع وماتضمنه من جماليات وانفعالات يمكن أن تؤثر في القارئ، من خلال عدة عناصر وسمات فنية وأدبية وماتحتويه من قيم موضوعية تساعد على الإرتقاء في المعرفة وحقيقة المعلومات، والتي من خلالها يمكن فهم ثقافة الأديب وثقافة المجتمع والبيئة المحيطة به. وكذلك حركته وكفاحه اليومي.
ومن تلك العناصر المؤثرة في التلقي، هي: عنصر اللغة-الأفكار والمعاني-العاطفة-الصور الجمالية-الإسلوب-الصدق-الإيقاع الموسيقي خارجياً كان أم داخلياً ،
أما مايخص الجانب الفني والذي يركز عليه النقد الادبي أكثر من التلقي، هو: السبك-التماسك الدلالي-القصدية-المقبولية-الموفقية- الإخبارية -التناص.
2.بين الشكل والمضمون:إن قصيدة النثر تمثل الحرية المطلقة للشاعر، ينتقي ماشاء من المفردات، أو الجمل المتجانسة، ولايضع باعتباره أنها قد تصطدم مع حالة انتظام القصيدة الكلاسيكية أو قصيدة التفعيلة أو الشعر الحر، ولايكترث حتى لو وصل الأمر لحالة الإنعدام أو التقاطع، وهو إنما ينطلق محطما كل القيود والثوابت من حقيقة أن الشعر يولد حراً ولاتحكمه الأقفاص ليس رهين المحبسين، ينتظر منة من ناقد أو متأدب، فهو أعرف بشعاب روحه ومايكتنفها من وعورة ومشقة، لربما من فرح أو حزن، فالمعنى مهما تعمق فيه الآخر يبقى مكتنزاً في قلب الشاعر، وتلك حقيقة لايختلف عليها عاقلان من أولي الخبرة.
ممالفت انتباهي في هذه المجموعة، هو السباق الحي والحقيقي بين الشكل والمضمون، كي تثبت الشاعرة قدرة النص الحداثوي في عمل مضمون يستحق التأمل، وذلك باستخدام الإنزياح الإضافي والدلالي والتركيبي مولدةً لغةً من رحم اللغة، كان للعاطفة الحصة الأكبر في مربع ابداعي أضلاعه :
(الوطن-الغربة-العائلة المتمثلة بالوالدين وابني الشاعري عبد الرحمن وفرح -والحبيب الغائب الحاضر).
والديوان تضمن أربعين قصيدةً بواقع 156صفحة ، جاءت بتراكيب متناسبة وبمستويات معينة، ترتد لمعاني مصوغة بألفاظ متلاحمة مع بعضها البعض بنظام.
جمع الشتات بتراتبية أغراض متعددة، لم تخرج كلها عن مربع الوطن والذات والعائلة والحبيب الغائب الحاضر، أطرها نسيج الغربة والحنين.
والشاعرة في هذه المجموعة(هديل قلب) تحدد من خلال عتبة العنوان توجيه التلقي بما حمله مضمون العنونة من تأويل ومجاز، بحيث يستفز القارئ لاكتشاف الهديل الذي لن يعود تاركاً تلول حزن في مركز الحواس، وهو القلب، حيث اعتمدت الشاعرة على الترابط بين الكلمات وفق انزياحات متقنة بنظام متزامن ومتماسك بعلاقات وثيقة، لتبني صورها عبر تلك اللغة بطريقة غير مباشرة، بل بكيفية تشكل عناصر المضمون والبنية التفاعلية رغم اختلاف المخاطب، وهي هنا وفي جميع النصوص استخدمت أسلوب التخاطب عن بعد، وكأنها من خلاله توضح المساحة الشاسعة بينها واقعاً وبين حلمها البعيد والمؤجل إلى إشعار آخر.
3.البؤرة:
إن البؤرة التي انطلقت منها الشاعرة هي الغربة وماألقت عليها من ظلال ثقيلة ومايتمخض عنها من حنين مستديم وذكريات لاتبارحها البتة في دوامة حزن لاتهدأ أمواجه.
والنصوص ماهي إلا نزف تحاول من خلاله الشاعرة أن تتنفس وتؤكد ذلك من النص الأول(الكتابة رئة ثالثة)، وهاهي تقول:
اكتبُ لأمشطَ شعثَ المشاعرِ
لأصفّفَ أجراسَ الخيبةِ
التي ترن في ديجور الوحشةِ
لأرممَ جدار ابتسامةٍ صدّعها الحزنُ
وكأنني هنا أجد رداً منكسراً على فيروز:الآن الآن وليسَ غداً
أجراسُ العودة لن تُقرع.. والشاعرة تعتبر نفسها أمةً كاملةً وشعباً مطروداً من أرضه، وتحلم أن تعود لملاعب، صباها في الشام، لطفولتها البريئة، لذكرياتها المذبوحة من الوريد إلى الوريد.
كذلك تعزز الشاعرة ماذهبنا إليه، وهي تخاطب والدها عن بعد، في قصيدة(خرير الشوق) :
أبي..
كيف لي أن أفصِّلَ قصيدةً على مقاسِ قلبك؟
الأبجدية ضيقةٌ جداً…
لاتتسعُ للمشاعر الرحبة
عندما يخترق صوتك أثيرَ بوحي،
كيف أقنع قلبي
أنني لستُ
ربة الشوقِ؟

4 .الصور الشعرية:
إن مجموعة العلاقات اللغوية والبيانية والإيحائية القائمة بين اللفظ والمعنى، والشكل والمضمون، هي الأدوات الفنية استوعبت أبعاد الصور الشعرية وفق مميزات متجانسة الألوان أنتجها الجهد الأدبي وهو يواجه أقسى أنواع العذاب، ليعبر عنه وفق المعايير الجمالية تاركاً أثراً طيبا لدى المتلقي الباحث عن ألوان الجمال وتحت أي إطار أدبي وفني. وعلى التأويل ووفق تقنياته وأدواته أن يأخذ بنظر الإعتبار الجانب النفسي للحظة الكتابة ويسبر أغوار اللاشعور انطلاقا من معاينة التصرفات اليوميه وكيف تم تسجيلها من قبل الشاعرة، بطريقة تشبه إلى حد بعيد طريقة تفسير الأحلام.
والصور الشعرية في هذه المجموعة(هديل قلب) تنتقل تدريجيا من الجزئية إلى الكلية، فنجحت من خلال صور صغيرة متجانسة أن تشكل لوحة كبيرةً واسعة المعاني انطلقت من الذات ثم ذويها من العائلة ومن ثم للوطن والوطن الأكبر ومن ثم الحبيب الغائب الحاضر بظل غربة موحشة وشوق مدمي، ساعدها في تركيب الصور استخدامها للصورة اللغوية عبر انزياحات فائقة الجودة والعمق، مدعمة بالرمز، وفنون البلاغة كالتشبيه والإستعارة، لكنها تشبيهاتها كانت إنسانية بامتياز، وطابع التشخيص كان واضحاً .
5. الموسيقى الشعرية :
إن المجموعة الشعرية لم تلتزم أسس وقواعد قصيدة العمود او قصيدة التفعيلة وماتضمنه من ايقاع خارجي، لكن النصوص اعتمدت بديلاً عن ذلك من خلال البنية الصوتية للحروف، بطريقة لاتشبه تراتبية الخليل بن أحمد الفراهيدي، ولاتراتبية القصيدة السيادية، إنما وفق خاصية معينة وذلك بالتكرار المقطعي بنسق صوتي معين ضمن المقطع الشعري الواحد، أو أحياناً بتكرار اللفظة التي رغبت الشاعرة بتوكيدها صوتاً ومعنى، لإظهار أهميتها، بمعنى أن هذا اللون من القصائد لاينظر للإيقاع الخارجي كضرورة ملحة، بل بواسطة سبل جديدة يراها وليدة الحاضر ومانتج عنه من مستجدات لاتقف عند حد معين.
بالأدب في تطور وتجدد مستمرين، ولو لم يكن كذلك لوقفت النظريات النقدية عند ارسطو في كتابه(فن الشعر) ولما أنجزت العقلية النقدية سبعين نظرية في النقد الأدبي، ولتوقف الكلام على الشعر، أو السجع او الرسائل او المثل… الخ من الفنون الأدبية.
في قصيدة: لنفرض جدلاً
يتكرر الصوت لأكثر من مرة:لنفرض جدلاً…أنني لا…
لتختصر في النهاية إجابة مدهشة:
أنني ماولدت إلا من رحم عينيك أغنية حب.
وفي قصائد أخرى نجد الكثير من تلك الأمثلة، كصهيل الرباب، وهل أتاك حديث الرحمة، وعطر الجنة.

6.الصور البيانية:
الظهور والوضوح والإفصاح، هو مرتكز علم البيان، وغايته إظهار القصد، وهو ناتج عن ذكاء الذهن وإحساس القلب باعمق المشاعر، للكشف عن غاية المعنى وأعمقه، وهنا اكدت الشاعرة مقدرتها في إيراد المعاني بطرق مختلفة بوضوح دلالي متقن، فكانت التسبيهات موفقة جدا ً سواء كانت استعارات أوتشبيها بأنواعها التصريحية والمكنية والتمثيلية، كذلك الكناية والمجاز بعلاقاته المتعددة.
في قصيدة “تغاريد اللهفة” :
ترجل عن صهوة المستحيل
داعب خصلات الشمس
شابت القصائدُ،
واشتعل الشعرُ شوقا
في قصيدة ” عوسجٌ في بخور مريم”
قُتِلَ الطريقُ
لم يعد ينفع المكياج السياسي
عملياتِ التجميلِ،كلها فشلت
الحقيقة تورمت صديداً أسود
إيلياء-القدس، سنابل الدموع،
ضفائر الشمس في رماد الحلم
الترومبيت عزف ألحانَهُ الدسمة
على مائدة العشاء الأخير
المسجد الأقصى يبكي
كنيسة القيامة تبكي
في قصيدة “هذيان الشذى”
أنا امرأةٌ من برجِ الشوقِ
أحمل في قلبي دمشقُ
ويداعبُ هوى طيبةَ روحي،
تجمعني صلةُ رحمٍ بياسمين القدسِ
فكلنا أبناء الوجع .

7 . لمنهح الجمالي:
عند تقييم الديون اعتمدت هذا المنهج، ووفق الذوق والجمال والاحكام الإنطباعية والتي بنيت على المدارسة والخبرة ،فوجدتني أبحث عن مقومات الجمال في النص الأدبي، وماتمخض عنه من متعة حقيقية من خلال اشتغالات الشاعرة في التناسب والتوازي والتوازن والتماثل والإتلاف والاختلاف واللون البديعي الشفيف، والتناصات والإقتباس ،فمن خلال تلك البنية الجمالية تم استكناه دلالاته ،لاتداوله بقراءة مفتوحة لنصوص مفتوحة ا
أيضاً، بعيداًعن الوصفيه، وإنما اقتناص كينونة الإبداع مباشرة تبعاَ للأثر الأدبي ومواطن الجودة، ومدى المقبولية التي أفرزتها الجمل التعبيرية، وببساطة دون تعقيد ودون الحاجة. لمعجم، كون النصوص من المتداول اليومي والذي يعيد لذاكرتنا ماكان يكتبه الشاعر محمد الماغوط، لكن الشاعرة هنا أضافت جمالاً من نوع آخر مشبعا بالعاطفة وماتحتفظ به ذاكرتها من نفيس المفردات وتسخدمها بانزياح لغوي متقن وجميل وشفاف.
نلاحظ الشاعرة كيف تستخدم الرمز بطريقة بسيطة وغير معقدة، فهي تقول:
اللاإنسانية، ساحرة شريرةٌ
عقدت قرانها ذات كره
هذا الميثاق، عقدهُ الرصاصُ ويكتبه الدمْ .
وفي قصيدة “الحب وهم جميل” تقول:
كما قال جبران خليل جبران:
جناحاتي تلك التي نسجتها من خيوط عشقك ذات حب
يكسرها غيابك.
الحبُّ وهمٌ جميل
وماعرفت كم لبثت في سرابك(إشارة لأهل الكهف).
يرسي الشوق أساطيل سفن الحنين…
ضيقة جدا ً حجرات قلبي التي تسرب منها النبضات المالحة
وفي قصيدة أخرى “هل أتاكَ حديثُ الرحمةِ؟ ”
….
لزرعت قمح القصيد في حقول السماء
علها تمطرُ خبزاً
ترد البردَ
لحاكت نعطف رحمة
كيف انطوى هذا الوطن ليصبح خيمةً مسافرةً ؟
لاحظ هذا التناص المذهل:
لاأملكُ إلا عصا شعرية، أهش بها دمع الانكسار
…..
مصباح علاء الدين، سرقته الحروب
من حكايا الأطفال.

7.الإستنتاج:
أ. العاطفة:من يطلع على ديوان الشاعرة (نوار الشاطر)، هديل قلب، سيلتمس الحزن العميق هذا الحزن له أسباب عديدة منها مايتعلق بالوطن، ومنها مايتعلق بالذات الشاعرة وماتعانيه في، قفص الغربة والوحشة، الأمر الذي جعلها تتنفس، شعراً ، معتبرة الشعر رئةً ثالثة أو الكتابة عامةً رئتها الثالثة.
وقد أوضحت بعض القصائد وبشكل جلي هدف الشاعرة هذا من الكتابة، هذا الحزن المستديم جعل حروف نصوصها تقطر وجعا وحسرةً.
ب. الفكرة:
للشاعرة أفكار عديدة ساعدتها في بناء نصوص الديوان، هذه الأفكار تجلت برؤيا الشاعرة لمايدور في محيطها، والفكرة الرئيسية هنا، تلك الظلال التي ألقت بها الحروب سواء في سورياوأم في غيرها من البلدان العربية بدءاً بالقدس ومروراً بالعراق وليبيا واليمن.
ومن خلال ذلك تطرح الشاعرة مشروعها الذي يقف ضد إراقة الدماء وردم هوة الفراغ الإنساني، عبر أمنياتها والتي شبهتها بحبيب غائب وحضوره ضرب من المحال.
ج. الخيال:
تمتلك الشاعرة خيالاً خصباً، تشعرك وكأن النص لايرتبط بالواقع المعاش، لكن عبر خيوط شفافة، كي ترسم صوراً فنيةً أسهمت بإضافة طابع أدبي مميز.
د. الأسلوب:
تميزت الشاعرة بطريقة رائعة في تركيب جملها الشعرية، واعتمدت الإنزياح اللغوي وبشكل جميل، حافظ على المعنى المقصود دون الإخلال، به أو الإبتعاد عنه، إضافة لتمكنها من وضع لمسات بديعية هنا وهناك من دون إسراف أومبالغة تذكر،فنجحت إلى حد بعيد بتميز جدير بالتأمل عمقا وتركيباً.
ه. الموهبة:
اتضح لي أن الشاعرة تمتلك موهبةً حقيقية لغةً ونحواً وصرفاً، وظفتها مع ماتمتلكه من ثراء معرفي أدبي وتجربة أدبية رصينة، أن تنطلق بخطى واثقة كواحدة من المتميزات في هذا الفن الأدبي الجميل والذي راق، لي لأبعد الحدود، لأنني ومنذ عقود أبحث عن مثل هذه الرموز، الإبداعية والتي تحترم الأدب لتقدمه على طبق لذيذ من أشهى وأطيب مايكون.

الخاتمة:
للأمانة الأدبية وبكل فخر أثمن هذا الجهد الرائع والذي، ينم عن موهبة حقيقية ودراية واضحة ،بأن تجعل من منجزها هذا صورةً ناصعة الجمال لأدب مابعد الحداثة، وتعطي مثالاً حيا بأن النثر الشعري ليس ضد جنس أدبي بعينه، وإنما تطورات العصر وحيوية اللغة من شأنهما أن يتمخض عنهما لونوادبي يستوعب حاجة العصر ويلبي مستجداته وبكل اقتدار.
لذلك أثني مرار على هذا العمل الأدبي الحقيقي بما تضمنه من معايير لغوية وفنية وجمالية ليضيف للمكتبة الأدبية وللحراك الأدبي منجزاً يحمل كل التأمل والثناء والتقدير.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!