حياة قراءة غير متأنية فى قصيدة الحلم للشاعرة / ناهد الشمري/ بقلم : محمد أمين صالح : مصر

 

 نجمة تتدلّى بضفائر الحلم

 ترعبها أرض الواقع

 تندلق من عيونها براءة السماء

 تنشب في صدر الليل أظفارها

 من بين أصابعها ينزّ الظلام

 باذخ السواد مخيف

 من عتمته تكتحل سواقي الذكريات

 يبهرها إلتماع النجمة في رحلتها إلى أرض الموت

 تتلقفها مزهوّة

 تهديها حلماً منزوياً

كان يضجّ بالعابرين إلى الحياة

وحين تمشط ألسنة الصبح حدائق الصحو

 تتأبط حلمها……..

 تتثاءب بلامبالاة

تحاول الإمساك بخيوط الضوء

عبثاً تتسلق أملها بالوصول

 لكن سرعان ما يباغتها النور !!!!!

فتذوي

 لا يقرن الصبح دوما بالحياة

 قد يجلب موتا خالصا لنجمة كانت قد تأبطت حلمها توّاً !!!

 وقد يهدي الليل بعتمته لنجوم المجرّات

الحلم ناهد الشمري العراق/ الديوانية

 

.. العراق في مراوحة بين الحياة والموت ، وفى تبادل للأدوار والمواضع ، يصير الموت حياة و الحياة موتا ، لتمت أشياء كي تحيا أخرى ، وتحترق أخشاب كي ينضج الشواء ، فتخرج الحياة من رحم الموت ، كما يكون الموت سببا لحياة . انبلاج الصباح يعني بداية لميلاد يوم جديد ، بينما هو في حقيقة الأمر موتا لنجمة ظلت مفعمة بالألق طوال ليلة بكاملها ، هذه النجمة التى تعلقت وتشبثت بخيوط الضوء حتى لا تذوى وتفنى . وهى التى تتدلى بضفائر الحلم ، وتخشى الارتطام بالواقع الذي لا تجهله ، تتمنى تأبيد الليل مصدر حياتها . وتحلم بليل يطول لألقها ، فلا يباغتها نهار لتذوى ، أو صخرة لترتطم عليها كل آمالها ، والشاعرة تحتفي بالنجمة بل وتجد حياتها مرهونة بها فترى أنه ( لايقرن الصبح دوما بالحياة ) في تماه مع النجمة وتبادل للأدوار . بناء القصيدة بناء تصاعدي تقليدي ( معطى ونتيجة ) للوصول إلى ذروة جاءت بما يشبه الوعظ ، رغم أن القصيدة مفعمة بالمجاز والصور البصرية التى لم تحسن الشاعرة توظيفها أو استثمارها لثراء النص (نجمة تتدلّى بضفائر الحلم ترعبها أرض الواقع تندلق من عيونها براءة السماء تنشب في صدر الليل أظفارها من بين أصابعها ينزّ الظلام ) . يبدو ومن الوهلة الأولى أن الشاعرة قد استسلمت للتدفق ، ولم تحكم قبضتها على الحالة ، ولم تلجأ إلى حيل أخرى في الكتابة كتقطيع المشهد مثلا ، أو التقدم والارتداد ، أو غيرها من الحيل التى يلجأ إليها الشعراء ، كما لم تلجأ إلى جماليات أخرى كان جديرة بنص كهذا ( المفارقة الصادمة ، أو الإدهاش ، أو حتى إثارة سؤال في وجه متلقي النص … على سبيل المثال ) . نأتي إلى تقليدية العنوان ، فهو عنوان مستهلك من قبل الكثيرين من الشعراء ، وان كان لكل حلم خصوصيته ، ولكن تجليات الحلم هنا واضحة ، فلست بحاجة إلى تفكيك شفرات الحلم في هذا النص ، كما انه ليست هناك شفرات لتعمل عليها من أصله . ومن ثم فالنص قطفت ثماره غضة ، حين كان ينبغى التمهل والتروى . وأخيرا أود أن أطالع نصوصا أخرى للشاعرة يكون لي معها حديث آخر .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!