قراءة في نص رأس شاردة للشاعر ماهر نصر بقلم الشاعر احمد نور الدين

قصيدة تتحرر من العدمية السائدة في شعر ماهر نصر … تسيطر عدمية قاتمة علي معظم قصائد ماهر نصر ، ترصد واقعا مرا وعالما ممزقا يلقي بالجميع في تيه لا تبدو له عتبات خروج ، غير أن الشاعر هنا وجد مخرجا ما ، ولنبدأ القصيدة معه :

ـ رأس الشاعر ، وكتفه ، ورقبته … في وضع فقدان الاتزان وعدم القدرة علي الفعل ، يسلمون الشاعر للحظاته الحرجة وللوضع المأزوم من حوله .
يأتي الفعل الإيجابي نوعا من فمه وعينه ، فهما لا ينساقان في الاتجاه العدمي الغالب علي قصائد ماهر نصر … الفم يرفض كلمات الرهبان ويلوذ بالذكر كلما مرّ عاشق ، والعين تتشبث بالذكريات … تبتدئ المقاومة لما يرفضه من هذا العالم وناسه ، يتحدد موقف من الوعظيات التي تبرر الأوضاع وتدعو المسحوقين إلي القبول لما كان وكأنه قدر لا يتغير ، ربما كانت الذكريات التي تشبثت بها العين معينا للفم يستمد منه ، ربما شكلت الرؤية البصرية دافعا لفعل الكلام ،

حقا لم يبلغ الكلام درجة الاحتجاج والتغيير أوالثورة … لكنه يخطو خطوة خارج تاثير الرهبان ، ويتخذ من الذكر ملاذا ومن العشاق مخرجا له … يبحث عن ناس جديدين ، ناس آخرين عشاق … ثم يتخذ مرجعيته الخاصة من شخصية تبرز بحدة في ذاكرته الفنية ، في اعتمالات داخله التي بدأت تثور وتتمرد ، إنها الأم التي لم تكن حافية رغم كل ماكان … وكانت تخبز للموتي ولا تمل … لكن ماهر نصر سيأكل خبز الأم … لا كميّت ؛ بل كباحث عن مخرج وجودي له وللعالم من حوله .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!