لآفاق حرة
الجملة في الـ (ق ق ج)
د. مسلك ميمون. المغرب
لا أدري كيف يفهم البعض الـ (ق ق ج)؟!
لأنّ معظم ما أصبحت أطلع عليه أخيرًا لا يمتّ لل (ق ق ج) بأية صلة.إذا استثنيت الحجم . و الحجم القصير جدًا ليس بالضّرورة (ق ق ج) و إلا أصبح كلّ تلغرام، أو نكتة، أو مثال … (ق ق ج) .
إنّ العمل القصصي، كان طويلا، أو قصيرا، أو قصيرا جدًا. يقومُ أساسًا على مبدإ الحكي. و أيّ نص خال من الحكي، فهو أبعد ما يكون من فنّ القص.
فعملية الحكي مناطها اللّغة التّقنية ( Technical language) الخاصّة بالسّرد القصصي القصير جدًا.فكما للقصّة القصيرة لغة، و للرّواية لغة، وللشّعر لغة… فإنّ لل (ق ق ج) لغة خاصّة.تعتمد تكثيف الجمل القصيرة، التي تحقّق البنيتين السّطحية، و العميقة، و تحفل بالقرائن/ المُؤشّرات ( Indices) التي تسمح و تحفزّ على التّأويل، بفضل ما ترومه من استرجاعات و استباقات.. و معاني كامنة.. و تلميحات رمزية.. و هذا يفترض أنّ القاصّ يكون على حدّ ما من الاطلاع على اللّسانيات الادراكية ( cognitive linguistics) لأنّها تبحث في العلاقة بين الثّقافة و اللّغة والإدراك، و هي تعالج اللّغة باعتبارها جزءا لا يتجزّء من الثّقافة و المَعرفة.
و هذا يتنافى و اللّغة المعيارية، و الكلام المباشر، و الجملة التّعليقية، و الفائض اللّغوي.. ومن تمَّ كانت الجملة في (ق ق ج) تُبنى بحذر شديد، و عناية تركيبية فائقة.. ولا تكون إلا في خِدمة الفكرة، محقّقة التّمايز، و المُلاءمة.. بلْ و مَعنى المعنى أحيانًا.
فالجملة في ال ( ق ق ج)لا تعدو إلا أن تكون تركيبا : يخدم الحكي، و الُمُفارقة، و الخَرجة . و شكلا: تعمَد إلى الزّايات الثلاث : (التّركيز، و الإيجاز، و المَجاز.) بدون هذه الأقانيم الستة، لا مجال للحديث عن ( ق ق ج).