ماذا يحدث في غزة؟

بقلم :هارون صبيحي

“ماذا يحدث في غزة؟” هو عنوان كتاب قيّم صدر صدر منه حديثاً الجزء الأول، الكتاب من إعداد الكاتبة والناقدة الأردنية وداد أبو شنب والناقد الأردني سليم النجار، فكرة الكتاب تقوم على التوجه بالسؤال الذي حمله عنوان الكتاب إلى عدد كبير من الكتّاب والأدباء العرب وغير العرب، ماذا يحدث في غزة؟
هذا هو السؤال الذي طُرح على الأدباء، في الكتاب سنقرأ إجابات وتحليلات ومقالات مختلفة عن ما نقرأه ونسمعه من تحليلات الساسة والتقارير الإعلامية والقنوات الرسمية، نعم فالأديب له نظرة مختلفة وقد تكون أكثر عمقاً وتوازنا وشمولاً من نظرة أو كلام الساسة الخاضع للحسابات والمصالح أو رأي الإعلام الذي ينقل لك الحدث والأخبار ويلجأ لرأي الساسة للتحليل…
رأي الأديب ونظرته مختلفة وفيها جانب إنساني يصرخ من فظاعة هذا العالم، وبعض القصص والروايات التاريخية التي صدرت في الماضي عن فلسطين وغيرها، فيها وقائع وأحداث لم يذكرها المؤرخون في كتب التاريخ، هي حكايات وقصص حقيقية من صلب حياة الناس الذين عاشوا الظلم والقهر والطغيان، الأدب و ما يكتبه الأدباء المبدعون مرجع في غاية الأهمية للإنسانية وحياة البشر على هذا الكوكب.
هذا لا يقلّل أبداً من دور الصحفي والإعلامي والسياسي، ولكن ما تميّز به هذا الكتاب هو الجمع بين جميع الآراء ليخرج لنا بحقائق يجب أن توثق حتى لا يضيع بعضها مع مرور الأعوام، يتّفق الكتّاب والأدباء في هذا الكتاب على أن ما حدث في السابع من أكتوبر لا يمكن تحليله أو النظر إليه وما تبعه من زاوية واحدة، لا بد من العودة إلى الماضي وإلى المأساة الفلسطينية، 75 عاماً شهدت مئات المجازر الكبرى والقهر والتشريد بحق الشعب الفلسطيني، المجازر الصهيونية بحق الفلسطينين بدأت عام 1948 بدخول العصابات الصهيونية المدجّجة بالأسلحة بالاتفاق مع بريطانيا إلى فلسطين، مجازر وحشية بحقّ شعب لا يمتلك من السلاح إلا القليل القليل وما زالت المجازر مستمرة إلى يومنا هذا، مجازر بحق النساء والأطفال والمدنيين أمام اعين العالم أجمع، 75 عاماً من الإدانات والاستنكار والوعود الكاذبة، في النهاية ونتيجة لجهود السلام العربية والعالمية يحشر الشعب الفلسطيني في بقعة ضيقة جداً من فلسطين تحت سيطرة المحتل الذي يمارس عليه الحصار ويسعى إلى إذلاله…، ما هو المطلوب من الفلسطيني أو ماذا يفعل حتى لا يوصف بالإرهابي والمخرب؟ أن يقتله الإسرائيلي قهراً وجوعاً أو بالسلاح، ويرد الفلسطيني بتوجيه الشكر والتحية لقاتله الإسرائيلي!
في الكتاب الكثير من الحقائق المؤلمة والتحليلات الأدبية التي تتناول المأساة الفلسطينية ببعدها الإنساني والاجتماعي والسياسي والاقتصادي، هو كتاب قيّم ويستحق أن يقرأ اليوم و يحفظ بكل أجزائه التي ستصدر لاحقاً في المكتبات الوطنية للدول العربية حتى تطّلع عليه الأجيال القادمة.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!