وقفة مع نماذج من الأدب العربي الأرتيري الحديث. بقلم محمد فتحي المقداد

لصحيفة آفاق حرة

 

وقفة مع نماذج من الأدب العربي الأرتيري الحديث

(مشاركة في أمسية أدبية لاتحاد الكتاب والأدباء الأرتيريين في المهجر ـــــا الجمعة 23\12\2021)

(عبر منصة ZOOM)

 

بقلم الروائي: محمد فتحي المقداد. سوريا

 

وقفة مع نماذج من الأدب العربي الأرتيري الحديث

(مشاركة في أمسية أدبية لاتحاد الكتاب والأدباء الأرتيريين في المهجر ـــــا الجمعة 23\12\2021)

(عبر منصة ZOOM)

 

بقلم الروائي: محمد فتحي المقداد. سوريا

 

وقفة مع نماذج من الأدب العربي الأرتيري الحديث

(مشاركة في أمسية أدبية لاتحاد الكتاب والأدباء الأرتيريين في المهجر ـــــا الجمعة 23\12\2021)

(عبر منصة ZOOM)

 

مقدمة عن القضية الأرتيرية:

   أمرٌ مُهمٌّ لضرورته لا بدّ منه قبل الولوج إلى عوالم الأدب، وهو تسليط الضّوء على القضيّة الأرتيريّة، وشعبها الذي كافح الاستعمار الإيطاليّ الأوربيّ، ومن ثمّ الاستعمار الأثيوبيّ (الحبشة) الدولة الأفريقيّة الجارة؛ فبعد الحرب العالميّة الثانية أصبحت أرتيريا جزءًا من إثيوبيا، بمزاعم لا دليل ولا بُرهان عليها، وهُما قد تحرّر كليْهما من الاحتلال الإيطاليّ. وهذه النُّقطة جديرة بالفهم للقارئ؛ لأّنها الموضوع الأساسيّ للكثير من الأعمال الأدبية الأرتيرية عمومًا.

إن إنشاء أرتيريا المعاصرة؛ هو نتيجة لإدماج ممالك مستقلّة؛ مما أدى في النهاية إلى تكوين أرتيريا، وهو ما قامت به سلطات الاحتلال الإيطاليّة. وبعد هزيمة الجيش الاستعماري الإيطاليّ في عام 1941، بعد ذلك كانت أريتريا تُدار من قبل الإدارة العسكريّة البريطانيّة حتّى عام 1952.

   بعد قرار الجمعيّة العامّة للأمم المُتّحدة في عام 1952، كانت أرتيريا تحكم نفسها بنوع من أنواع الحكم الذّاتيّ ببرلمان أرتيريّ محليّ، أمّا الشّؤون الخارجيّة والدفاع هي من اختصاص حكومة أديس أبابا المركزيّّة؛  فإنّه محتوم على أرتيريا أن تكون ضمن  اتّحاد فيدراليّ مع أثيوبيا لمدة 10 سنوات. لكنّه في عام 1962 ألغت أثيوبيا البرلمان الأرتيريّ، وضمّت أرتيريا رسميًّا.

   لكن الأرتيريين دافعوا عن استقلالهم بوسائلهم المُتاحة، منذ الإطاحة بالإيطاليين في عام 1941، توقعوا ما هو قادم، ثمّ شهد عام 1960 أوّل تأليف لجبهة تحرير أرتيريا بين العمال والطلبة في القاهرة، وانتقل نشاطه في العام التالي إلى المرتفعات الأرتيريّة إثر الانتفاضة التي قادها (حامد إدريس عواتي).

وفي العام  1\سبتمبر أيلول \ 1961 مرحلة الكفاح المسلح. مع بضعة مُقاتلين يحملون بنادق إيطالية عتيقة، وقد تبنّت الجبهة تلك الانتفاضة؛ لتحوّلها في مدى سنوات قليلة إلى ثورة مُسلّحة مُنظّمة؛ تهدف للاستقلال الوطني الكامل عن طريق الكفاح المسلح، وانطلقت الجهود السياسية والدبلوماسية في الخارج، لكسب الدّعم والاعتراف العربيّ والدّوليّ، تأسّست رسميّا جبهة التحرير الأرتيريّة. واختار المؤسّسون المناضل (إدريس محمد آدم) أوّل رئيس للجنة التنفيذية للجبهة. 

سأتوقف في هذه الأمسية بين علمين روائيين هما (حجي جابر وهاشم محمود) كنموذجين لكاتبين كعلامة فارقة في الأدب العربي الأرتيريّ،   وقفتي الأولى مع الكاتب العربيّ الأرتيريّ (حجّي جابر)، هذه القامة الأدبيّة المُميّزة بفعلها الثقافيّ من خلال أعماله الروائيّة العديدة، ولا يزال الواقع هو المنجم الأساسيّ للأدباء؛ ليجتهدوا في استخراج موادّهم، وتشييدها بتقنيّات السّرد الروائيّ.

 

هوية رواية “سمراويت” لحجي جابر:

*اشتغل “حجّي جابر” على مشروع روائيّ؛ يهتمّ بتسليط الضوء على أرتيريا الماضي والحاضر، الإنسان والأشجار وحجارة الطريق، ويحاول مع بقيّة أدباء أرتيريا إخراج هذا البلد من عُزلته الحضاريّة والثقافيّة وإعادة الاعتبار له في على الخارطة، وهو من مواليد مدينة (مصوّع) الساحلية 1976.

هوية رواية فجر أيلول:

* كما أن الروائي هاشم محمود، وفي روايته (فجر أيلول) يرسم لنا خارطة طريق لتشرج لنا رؤيته للقضية: (منذ عانق إبراهيم حلمه صار باحثًا عن اللّيل في كلّ صدر، وليلُ إبراهيم لم يعرف الخوف أبدًا، ذلك أنه يراه ليلًا وحيدًا ذا نُسخٍ مُتكرّرة، ولا شمس تصلح لكلّ ليل؛ فاللّيل في هذه البقاع لا يعرف السّواد مُطلقًا؛ لأنّ في  جنباته تولد الشّمس، وعذراوات القمر، وفتيان الصّباح) ص11.

أستطيع وصف الروايتين بهذه العجالة:

  • وصف رواية “سمراويت”:

ورواية سمراويت هي من وليدة المدرسة الواقعيّة بكلّ تفاصيلها وجُزئيّاتها، وكانت خير عمل أدبيّ صادق للتعبير عن الوطن الحلم (أرتيريا) في ذهن الروائيّ (حجّي جابر)، وهي وثيقة تأريخيّة شاهدة على مرحلة هامّة من حياة الأرتيريّين، ما بين الاحتلال الإيطاليّ والأثيوبيّ، ونشوء (جبهة التحرير الأرتيريّة) التي اجتمع تحت رايتها المقاتلون، ووقف خلفها الشّعب الأرتيريّ بفئاته المُختفة خلفها بكافّة إمكاناته الماديّة والمعنويّة. الصّراع الحضاريّ بين عرب وأحباش، وهو ما عبرت عنه الرواية:

-(إنّ الثقافة العربيّة والإسلاميّة في أرتيريا، والقرن الأفريقيّ، هي ثقافة مؤسّسة منذ أكثر من ألف عام في هذه المنطقة، وليست جديدة، بل عميقة الجذور) ص١٧٢.

-(أنّ الدول الكبرى لا تريدنا، لأنّ الصّراع يدور حول مسألة العروبة، وخاصّة عروبة البحر الأحمر) ص١٧٢.

-(عروبتنا في أرتيريا هي مصيبتنا، ولكنّنا قابلون بها، ولا نرضى عنها بديلًا، نعتقد أنّ مسألة العروبة في أرتيريا هي الأساس، لأنّه لولاها، لمل كانت حاجة للثورة أصلًا) ص١٧٠.

-(أنّ أرتيريا المُستقلّة في ذلك الموقع الاستراتيجيّ الهامّ، وهي مع العرب اليوم، وغدًا وبعد غد، وسوف يكون لها دورها في الشدّ على عنق العدوّ الصهيونيّ) ص١٧٢.

*من خلال إحصائيّة قمتُ بها بتعداد هذه الفصول؛ فكانت بلا الخاتمة ثلاثين فصلًا، وهي إن جاءت بقصد من الكاتب، أو غير ذلك؛ فلو عرفنا أنّ الثورة الأرتيريّة استمرّت على مساحة ثلاثين عامًا، فكانت دلالة الفصول ذات معنى عميق.

*الفصول الثلاثون لم تكن تحمل أيّه عناوين أو أرقام تفصل بينها، بينما جاءت اقتباسات من أشعار الشّاعريْن السّعوديّيْن (محمد الثّبيتي) و (محمد الشّيخ)، بالتناوب في كلّ فصل لشاعر مختلف عن الذي يليه، توظيف جميل وموفّق باختيارات الكاتب الذكيّة، وهي كانت تُعبّر على روح الفصل المُتصدّرة له.

*الرواية عرضت الكثير جزءًا وافرًا من أسماء قادة الفكر والفنّ والثّقافة والثورة ومؤسّسيها، وتسليط الضّوء على مُنجزاتهم باقتضاب شديد، لاتّسع الموقف للمزيد، بل هو دافع للقارئ للبحث والتنبيش عن المزيد من المعلومات للاستزادة معرفيًّا.

*عرض توثيقي للأماكن في أرتيريا من خلال رحلة البطل (عمر)، فكان الوصف موفّقًا للأماكن العامّة في أسمرا والمُصوّع، أسماء الشوارع والفنادق والحدائق وحركة النّاس، وطرائق عيشهم.

*سلّطت الرّواية الضّوء على كثير من التراث الماديّ والمعنويّ الأرتيريّ. من هنا تأتي أهميّة الرّواية (سمراويت) على أنّها وثيقة خاصّة أثناء العرض الشيّق المُتوازن لمرحلة ما بعد الثورة، وهي مرحلة الحكم جبهة التحرير الأرتيريّة، ما بين مُؤيّدي الحكم والمُعارضة، بحيث أنّ ديمقراطيّة الكاتب (حجي جابر)، عندما وقف على مسافة واحدة من الطّرفيْن؛ عندما أفسح المجال للرأي والرأي الآخر بالظّهور، وهو ما يعني حياديّة الكاتب، وخروجه من العمل كروائيّ مُسيّر للحدث، وترك الحديث والصّراع ما بين أبطاله، كلّ يُدلي برأيه دون خشية أو مُواربة في الدّاخل أو الخارج.

*الأمر المُهمّ تسليط الضوء على الفساد وترهّل الأنظمة الفاسدة في القيادات الحاكمة، وفي المُعارضة، بعين ناقدة ناصحة ترتجي الخير من هذا، ولم ذلك بقصد التّشهير بأيّ طرف على حساب الطّرف الآخر. وهناك مقولة في هذا المجال: (ثوريّو الأمس هم رجعيّوا اليوم)، وفي هذا المجال تتساوق الرّواية (سمراويت) مع رواية (ذاكرة الجّسد) للروائيّة الجزائريّة (أحلام مُستغانمي)، حينما انتقدت مُخرجات الثورة الجزائريّة، والنّخب التي حكمت مرحلة ما بعد انتهاء الثورة، والعودة إلى الحياة المدنيّة وبناء الدّولة المُفترضة بنهج العدالة وتكافؤ الفُرَص.

*نقطة أخيرة تُحسَب للروائيّ (حجّي جابر) بتوجيه بوصلته باتّجاهها الحقيقيّ الأصليّ نحو فلسطين، القضيّة المركزيّة ووضعها على سُلّم الأولويّات.

  • وصف رواية “فجر أيلول”:

   أ-ابتدأت رواية فجر أيلول، من قصّة حُبّ تكلّلت بالزواج، بين شابٍّ مُسلم و(إبراهيم)، والبنت (ترحاس) المسيحيّة المختلفة دينيًّا عنه في محيطه الأرتيريّ ذي التقاليد والأعراف التي لا تقبل بسهولة مثل هذه الزّيجات المختلطة. و(لا فتى من دون ترحاس، ولا ترحاس من دون إبراهيم) ص14. و(يبتسم العاشقان في خجل بريء، ثمّ يتواريان خلف قلبيّهما المُفعميْن بالأحلام، قبل أن يُباركهما صوتان، تزامن صدحهما في نوبة عِشقٍ حُرّة.. جرسٌ وأذانٌ، وبينهما جسدان منذوران للحياة) ص14.

   ب- الحروب الطّاحنة لم تتوقف منذ فجر البشريّة، ما إن تتوقّف في مكان، حتّى تشتعل نيرانها في مكانٍ آخر، بآثارها المُدمّرة للبشرية والكون على كافّة الأصعدة والمُستويات، ومُخرجاتها القذرة التي لا تندمل جراحاتها إلّا بمرور أجيال، وتبقى ذكرياتها الأليمة تقضّ مضاجع الطمأنينة والهدوء والسّعادة. وللتدليل على حالة الحرب في الرواية على سبيل المثال

-(هذا الشّيطان مملوء النّار، مُتعطّش إلى الدم.. هذا الشّيطان أراد أن تكون أرضنا جسرًا يعبر به إلى البحر باحثًا عن الجنّة) ص19، وهو إشارة رمزيّة للاحتلال الأثيوبيّ بدولته القاريّة، أراد أن يُطلّ على البحر الأحمر في ميناء (مُصوّع) من خلال احتلال أرتيريا.

-و(لم يتغيّر إدريس -بن إبراهيم وترحاس- كثيرًا عن صباه، كان يمسك بالورقة والقلم؛ فيصنع شِعرًا مُضحكًا عن أولئك الشّياطين الذين غزوا بلاده، يسمع من أبويْه بالمجازر التي ارتكبوها بحقّ الأرتيريّين) ص27.

– و(يتذكّر إبراهيم مذبحة عونا، وكيف رسمها ابنه إدريس على قطعة من الكارتون المقوّى، وعنونها بـ”شارون الحبشيّ”) ص28.

-و(يتعجّب الرّجل أيضًا كيف ربط ابنه الصّغير بين المجزرة الأثيوبيّة بحقّ هذه القرية عونا، وبين صبرا شاتيلّا، التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيليّ في 16 سبتمبر من العام 1982) ص28. هذه الفائدة من الروائية بصدقها التوثيقي، لتكون ذاكرة الحاضر للمستقبل، وسجلًّا وثيقًا لا جدال ولا خلاف بشأنه. وما حياة شعب إذا ضاعت ذاكرته، ومقارنة بين احتلاليْن متشابهين بهمجيّتهما في القتل والتدمير.

-و(هل ينسى التّاريخ ما ابتلينا به من تغوّل هذه الطّغمة الدمويّة؟، إنّها خناجر مغروسة في قلوب أخل هذه البلاد، ولن تُفلح حِقَب السّلام، وابتسامات الدّبلوماسيّة اللّزجة في محو نُدُباتها) ص28.

-و(ما الفرق بين “عونا” و”صبرا وشاتيلّا”؟. 12 عامًا تفصل بين المذبحتيْن، لكنّ السّفّاحين كلّهم ملّة واحدة، تجمعهم شراكة القتل والإبادة، وشهيّة الاحتلال) ص29.

-و(كلّ أتباع الشّيطان يدينون بهذا الدّين، ومنهجهم “اُقْتُل، ولا تترفّق بأحد”، ثمّ اِزْرَعِ الأرض بالدّيناميت حتّى تُطهّرها) ص29.

-و(عندما تدينُ لك البِقاع، اِجْلس، واستمع إلى أنّات الثّكالى، وعويل الأطفال، وفكّر بالسّلام المُزيّف، ثمّ صافح المنهزمين بمخالبك، وأنتَ تزهو بأنّك إمبراطور فرش الأرض بالجُثث، ورقصَ فوقها كغراب) ص29. صورة بشعة للحروب، وللسلام الزّائف، من دعاوى السّلام التي تشدّق بها مرارًا الإمبراطور الأثيوبيّ هيلاسي لاسي، بعد القتل والتدمير والدم الذي غاص به حتّى ذقنه.

 

الخاتمة:

هذه الدراسة أضاءت جانبًا مُهمًّا من الجوانب الكثيرة التي تحتاج للدراسات الكثيرة؛ لتبيان جوانب وإظهارها للقرّاء وهي من جماليّات الرّواية، أعتقد جازمًا أن ليس هناك عملًا كاملًا تمامًا، وإنّما هي مُقاربات وتقاربات لقضايا، يطرحها الكاتب للتوثيق، أو للفت الانتباه للخلل، وليس مُكلّفًا بإيجاد الحلول، بل هذه وظيفة السياسيّين والمُصلحين والفلاسفة والقادة بالسّعي بحثًا عن الحلول لما فيه خير مُجتمعاتهم.

رُؤيتي هذه لجوانب من الرّوايتين، مُؤكّد أنّ هُناك الكثر ليُقال عنها، لعلّي صنعتُ مُقاربة مع روح الرّوايتين كنصٍّ أدبيٍّ، تذوّقتُ جماليّاته، واستمتعتُ ارتياضًا في دوحته، وعشعشت في روحي جاذبيّة المكان الأرتيريّ، بإغرائي لو تُتح لي الذّهاب إليه.

وكنتُ سأتمثّل بانتقالاتي كما فعل (عمر) بطل رواية “سمراويت”، لأرى “سمراويت” هناك في أيّ من مقاهي أسمرة أو مُصوّع، وأجلس معها على طاولة واحدة، وأحتسي فنجان قهوتي، وعَيْنّيّ مغروستيْن في عينيْها؛ لأتملّى منهما ارتواء، وأجبرها على الثرثرة بلغة التّغْرِي بما تعرفُ من كلمات أو عبارات؛ لأستمتع بلكنَتِها الجميلة كما حكاها البطل.

سمراويت رواية مُثّقفة قدّمت جُرعة عالية الجودة، تحثّ على البحث والتوسّع للاستزادة عن مناطق الأطراف العربيّة التي نجهل الكثير من تاريخها القديم والحديث، وجغرافيّتها، وطرائق العيش انتقالًا ما بين حياة الأمس واليوم.

أمّا رواية “فجر أيلول” أظهرت الرواية مهارة الكاتب الروائي (هاشم محمود)، وسعة اطّلاعه التاريخيّ، وإلمامه بقضيّته الأرتيرية والقضايا العربيّة، بعمل مزاوجته وإسقاطاته ما بين تشابُه القضايا، ما يجمع بينها، وأعجبني أكثر ما أعجبني وعيه العروبيّ، ولم يكن همّه الأوحد قضيّة أرتيريا، بل انطلق لقضايا الاستعمار والاستكبار العالميّ، وما واجهته فلسطين  ولبنان من ويلات الاحتلال الاسرائيلي، وتأصيل لقضيّة أرتيريا وربطها بالقضايا العربيّة.

وهناك قضيّة تتشاركها جميع البلاد التي عانت من الحروب التحريريّة أو الأهليّة والطائفيّة،  وهي قضيّة اللّجوء والفرار للنجاة، هؤلاء لم يندمجوا في الأماكن التي ذهبوا إليها؛ إلّا لأنّ الحنين والأشواق تتجاذب قلوبهم بالعودة إلى الوطن، ولكن الوطن بقي حُلمًا جميلًا في مخيالهم، وهو ما عبّر عنه الشّاعر (محمود درويش):  (الطريق إلى الوطن.. أجمل من الوطن).

الرّوايتان نقلتا الواقع بعين خبيرة استجمعت الوصف ما بين الحنين إلى كلّ ما بين في الوطن القائم على محمل الذّاكرة على الدّوام عند من هاجر منه، وأصبح لاجِئًا في بلد آخر. وفي الحقيقة أن فصولهما جاءت متناوبة السّرد بوضوح تامّ، بانتقالات لطيفة، ما إن تنتهي من فصل حتّى يُسلّمك إلى الآخر بسلاسة وسهولة بلا تشتّت للذهن.

عمّان – الأردن

22\ 12\ 2021

 

 

 

عمّان – الأردن

22\ 12\ 2021

عمّان – الأردن

22\ 12\ 2021

عن محمد فتحي المقداد

كاتب وروائي. فاز بجائزة (محمد إقبال حرب) للرواية العربية لعام 2021م. الروايات المطبوعة هي تشكيل لرباعية الثورة السورية. -(دوامة الأوغاد/الطريق إلى الزعتري/فوق الأرض/خلف الباب). ورواية (خيمة في قصر بعبدا)، المخطوطات: رواية (بين بوابتين) ورواية (تراجانا) ورواية (دع الأزهار تتفتح). رواية (بنسيون الشارع الخلفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!