” الشاف سلّس ” من أعلام الفكر والنهضة و الكفاح/ بقلم الكاتب : سلّس نجيب ياسين

 

ولد الحاج محمد سلّس ابن احمد ابن عبد القادر في الثالث عشر فيفري لسنة 1925 ميلادي بمدينة ندرومة .و بطبيعة المدينة التاريخية الأثرية القديمة التي يغلب عليها طابع اجتماعي محافظ والتي كانت حافظا و رافدا وبقعة لأهم الأحداث التاريخية بالجزائروالمنطقة
أساسه الدين الإسلامي الحنيف و مبادئه المتينة حيث كان الحاج محمد من السباقين و الشغوفين بالعلم و المعرفة اين كان يجيد اللغة العربية و الفرنسية. والتحق مبكرا بالنضال الديني
و المقاومة الميدانية أثناء حقبة الاستعمار الفرنسي فقد كان من محبي وعشاق التخلص من الاستعمار والعبودية بشتى أنواعها وبهذا فقد جسد في الميدان عدة انجازات حيث كان مشرفا لفوج الكشافة الإسلامية بالمدينة وكان مهتما بنشر الوعي والكفاح ضد المستعمر فقد كان يحرص على تلقين طلبته من الكشافة السلامية روح الدين من خلال الأناشيد الدينة والتوعية وبعضها كان سرا في الجبال وبعدها قام هو و بعض من رفاقة بتدبير غرفا سرية بالمدينة من اجل
حث وتعليم أبناء المدينة على الكفاح و مجاهدة المستعمر ليدركهم بأهمية المسؤولية
ويوعيهم برغبة فرنسا في محو الهوية واللغة والدين والأرض وجعلها تذوب في قوالب المستعمر حيث جلبوا
مدرسا متمكنا جدا للتدريس بخفية وتكوين هؤلاء الشباب و الشابات من اجل نيل الحرية و استمرار البنية الدينية الإسلامية للوطن و المجتمع إلى أن بدا رفاقه يغتالون يوما بعد يوم لان الاستعمار وصلته أخبار الجهود المبذولة وبعد علم الحاج سلّس محمد باقتراب نهاية وقتل المدرس ذهب إليه و اخبره بالأمر ففر ونجا بحياته .و بعدها حكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات .أما بعد استقلال الجزائر فحاول مواصلة السير بنفس المنهاج أين شغل منصب منسق على مستوى مديرية الشؤون الدينية حيث كان مسؤولا عن الأئمة على مستوى الدائرة
ونشط ايظا في الهلال الأحمر الجزائري وكان مكتبه بمسجد الإمام بن باديس مقابلا لبيته
والذي يحوي مدرسة لتعليم القران و الحفظ وكانت أول لوحة مداد حملها حفيده الكاتب للمقال بتلك المدرسة .والموجودة لحد ألان
و للذكر فان المدينة معروفة بالعلم والثقافة بحكم رقعتها الجغرافية المتميزة والمحاطة بجبال ترارة القريبة من البحر المقابلة للمتوسط والقريبة من اسبانيا وكذا من مضيق جبل طارق أين كانت محطة الموحدين و حضن دافئا للموريسكيين المهجرين
وحتى القادمين إليها قبل التهجير القصري وعرفت بالعلم والدين والمقاومة حيث لم تدخلها حانة خمر واحدة طيلة القرن وثلاثين سنة من تواجد الفرنسيين .لتبقى المدينة الصغيرة الكبيرة ليومنا هذا محافظة على معالم الثرات الاسلامي الحضاري وكذا الاندلسي فاللهم احفظ كل البلاد الإسلامية والمسلمين في كل مكان وثبثهم على الصراط المستقيم

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!