الكتابة ونهج التفكير / بقلم:خديجة مكي آل جويل

تُعدّ الكتابة من فنون التقدم التي مارستها الحضارات واستمدت قوتها من خلودها بصفتها لغة رقي علمي على جميع الصّعد في كلّ جوانب ومسارات الحياة.

وقد كان التدوين سرًّا من أسرار خلود الحضارات ونقل تاريخها كاملاً، والإسلام حثّ على فنون الكتابة والتدوين، وحرص على ذلك بتبليغ أول كلمة فيه وهي كلمة؛ (اقرأ)، وبطبيعة الحال لا تكون القراءة إلّا بعد الكتابة والتدوين.
وتُعدّ الكتابة فنًّا راقياً ورفيعاً، وذوقاً عالياً، وأسلوب حياة، وتفكيراً عميقاً له مناهجه.

وعرف الفلاسفة أسرار الكتابة وحيثياتها، وهي ليست مجرّد صف حروف وكلمات متتالية، وعبارات جوفاء أو منمقة؛ أو ليس لها معنى أو خالية من المضامين.

إنّ الكتابة دليل قوة على النزعة الثقافية وخبرات وهي توظف تجارب أخلاقية سابقة قد خاض غمارها الكاتب ذاته واستنتج من رحيقها دروساً ونتائج باهرة وتعلّم منها أسساً ذات خبرات ومهارات في أمور الحياة، ومن ثم استخلص أجمل ما فيها لكي يفيد غيره من الأجيال القادمة التي تليه، وذلك بحفظها في منشورات وكتب ومؤلفات هادفة تفيد المجتمع والناس بصفة عامة.
فالكتابة أسلوب حياة، وخبرة وتجارب، وأسلوب عطاء متواصل.

وهي فن راقٍ وتعكس مدى رجاحة العقل وما وصل إليه في إثراء كلّ العقول المتفتحة والقلوب المتبصرة والنفوس النيرة.

وتبقى الكتابة فنًّا وذوقاً وأخلاقاً ومبادئ راقية على مرّ الأزمان بتوالي الحضارات.

وفنّ التدوين هو شموع منيرة تضيء لنا عقولنا وضمائرنا ومشاعرنا من ظلمات الجهل، وعتمات الحياة.
_

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!