تغريدة نواح…وسام علي/ بقلم: حميد يحيى السراب

(الحمامةُ التي بنتْ عشّاً خلف ساحبة الهواءِ المليءِ
بحكايتنا ..علّمتْ أفراخها النواح على جدران المدينةِ)
النص المليء بالدهشة والجمال والسحر الممزوج بفاكهة النواح يمنحك التأمّل بدلالاته المعبرة والموحية من اليومي المألوف في بيوتنا وتلك الكامرة التي يحملها وسام علي ما انفكّت ترصد اللقطات الذكية والذي لايمكن ان تتجاهله العين ..والحمامة الرمز الطائر الجميل المسالم الذي اتخذعشّا خلف ( مفرّغة) الهواء اي التي تلجأ اليه لم يكن هواءا نقياً..عادةَ ما تصحبه الدهون والغبار ورائحة الشواء وبالنتيجة سيكون هواءا مثقلاً بالشوائب ..اي لم يكن هواءا نقياً ألبتةَ مما ينعكس سلبا ً على افراخ الحمامة التي تعلّمت النواح من الامّ ( الحمامة) ووزّعت هذا النواح على جدران المدينة ….اي لم تتعلّم التغريد والسجع المألوف الذي نسمعه كما انّ وعي الشاعر ادرك ان ثمّة مغلق ( ساحبة الهواء) لا بدّ ان ينفتح ولكن الى أين يكون انفتاحه؟…الى جدران صمّاء لاتأنس الاّ للنواح ؟ ولاتردده الاّ نواحا اخرَ تضجّ به الجدران وحدها …وتلك مفارقة اتقنها وسام علي باحساس عالِ وشفافٍ
لذا سرد لنا حكايته المؤلمة ……ونقلها لنا بنظرة ثاقبة وحسٍ مرهفٍ وجميل ……فسلاماً له وللحمامة التي نأمل ان تجد مكانا مشبعا بالهواء النقي.

عن أيمن قدره دانيال

كاتب - شاعر - اعلامي - عضو الاتحاد العام للاعلاميين العرب 2018

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!