تفضلوا حباب الضيف /بقلم: ياسر زمراوي( السودان )

شكرا حميدتي سلام الاهل في المنطقة للترحيب بالوافدين ويعنون به ان لولا الحرب لما خطر في بال الوافدين ان يزوروا قراهم في الشمالية ,الا انه في الحقيقة السخط عليهم بادئ ومستمر لانه ابعدوا اهليهم واتعبوهم وسرقوا بيوتهم , يرحبون بالوافدين لايشكون نقص غلة او زاد , يقولون لك انها فرصة لتزور اعمامك وعماتك وخالاتك واخوالك وابنائهم وتتعرف علي الاهل , اغلب الوافدين شباب في منتصف العمر يتجولون في المنطقة بين المتاجر والاسواق , اغلبهم حضروا بثياب قليلة ظنا منهم ان الحرب لن تدور رحاها طول هذا الامد , بعضهم كان خروجهم بالثياب القليلة للاستعجال والهرع للنجاة.
استقبلتهم منازل القرية , بعضهم كانت له المنازل الخاصة به التي يمتلكها ولم يجد حرجا في النزول فيها , ربما احتاج لبعض الاثاث من هنا وهناك  , البعض الاخر نزل وافدا علي منازل اقربائهم ووجدوا كل الترحاب , الاطفال من كانوا ينخلعون لاصوات الرصاص وازيز الطائرات الذي لم يتعودوا عليه كانوا اسرع في الاندماج في المجتمع الجديد , سراعا ما وجدوا اصدقاء من نفس عمرهم وعمرهن ولعبوا معهم , اللعب هنا في كرمة وماجاورها بالتراب , اذ ان الدراجات الصغيرة او الاكبر عند القليلين , كما ان الكرة لها فرقها للاطفال الميادين الثلاثة في كرمة شمال ووسط وجنوب , اللتي يتمرن فيها الاطفال ويجدون وقتهم ايضا في حيشان البيوت الواسعة ليلعبوا
يلعب الاطفال كثيرا ثم يتسائلون عن المدرسة ومتي العودة لها وللاصدقاء والصديقات , اكملوا لعبهم حتي من يجيد منهم او منهن الكتابة لعبوا الالعاب التي تعتمد علي الكتابة وافكار وسرعة الذهن
القادمون من الخرطوم يخافون علي اطفالهم من العقارب , اهل المنطقة علموا اطفالهم باكرا كيف يحتمون من العقارب , الا يجلسوا علي الرمل في الظلمات , الا يمشوا حفاة القدمين , الاخير يجلسوا بالقرب من الشقوق وتجمعات الطوب والرمل والجالوص , سراعا وبدءا ما افادوا القادمين بهذه المعلومات فمكنوها من اطفالهم ,
الراي في الحرب منقول ومتبادل هاهنا في المنطقة البلدة قريتنا التي وفدنا لها, ف بمثل ما نحن بانتمائاتنا وجدنا بانتمائناتهم وفيهم من درس الثانوي او الجامعة في الخرطوم وانخرط حينها في احد التنظيمات السياسية , او كان قريبا منها , من لهم قرب مع البرهان وادارته للبلد من منتمئ المؤتمر الوطني وهم مشهورين هنا ببقاءهم علي هذا الانتماء وقدرتهم علي المواصلة بالافصاح عنه عكس سكوت غيرهم في الخرطوم , يرمون باسباب الحرب لفتنة يرون انها من صنيعة قوي الحرية والتغيير ويدافعون عن ذلك ربما بدون دلائل ,  اليساريون واكثرهم من الوافدين اذ من القلة ان تجد يساريا او شيوعيا من كبار السن في منطقتنا رغم انها منطقة فلاحية زراعية ربما لان اليسار لم يلامس قضاياهم ويخاطبهم في مناطقهم , اكثرهم الان من الشباب الواحد يرون انه صراع في الثروة والسلطة بين اصدقاء الامس ولايجدون لرايهم نصيرا لعدم معرفة اهالي المنطقة بهم
نذهب من السياسة وهمومهم وما تصنعه من غم للبعض , انما اردت ان انقل صورة للمشهد الحياتي اليومي , نعود لامر اخر وهو امر المشتريات من مواد غذائية ومستلزمات طبخ وحلويات للاطفال , كلها الان تحضر من مصر ماعدا البعض الذيل لديه مصانع بديلة في الجزيرة او كسلا او غيرهن من المناطق خارج الخرطوم
الصحة تشغل البال , المستشفي في منطقتنا اشبه بمستوصف كبير اذ لا غرفة للعناية الفائقة ولا وجود للعديد من الادوية , الكثيرون يشترون ادويتهم للامراض المزمنة من مدينة دنقلا , الزيارات الطبية اغلبها لدنقلا والمقابلات هناك
هذا الوضع في عمومه في هذه الحرب التي فرضت علينا ونكتوي بنارها
[٣/‏٩ ٢:٢٧ م] ياسر زمراوي: كتابة عن الحال في منطقة من المناطق البعيدة عن الحرب.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!