عدو إسرائيل الأول الفريق مدكور أبو العز / بقلم : محمد فتحي السباعي

نسر الكنانة عدو الصهاينة الأول الفريق مدكور أبو العز  المولود في   يوم  11 مارس   1918ابن قرية كفر سعد بمحافظة  دمياط من رسم ملامح الأمل  من جديد بعد اليأس والنكسة  صاحب أول ضربة جوية  بعد النكسة  أشرق نوره بأحضان أكواب العتمة وتعرض للتهميش

وقد أعاد  عبد الناصر مدكور أبو العز إلى الخدمة كقائد للقوات الجوية المصرية في 11 يونيو، الذي بدأ من فوره في إعادة بناء القوات الجوية المدمرة عبر بناء الدشم والحصون ورفع المستوى التدريبي للطيارين ونجح في شن أول غارة جوية مصرية على قواعد القوات الإسرائيلية في سيناء المحتلة في 14 يوليو 1967 بعد أربعين يوماً من  النكسة من نتائج هذه الغارة “أنها جعلت بعض القوات الإسرائيلية ترتد مبتعدة عن خط القناة إلى العريش” كما تسببت في خسائر فادحة

وقبل نكسة يونيو 1967 طلب مدكور أبو العز من الرئيس جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر إنشاء وبناء دشم ومخابئ للطائرات الحربية المصرية لتفادي ضربها علي الأرض من قبل اليهود الإسرائيليين ..

وعندما رفض المشير عبد الحكيم عامر طلبه ، قال له مدكور أبو العز جملته الشهيرة: “من الشرف لقواتنا الجوية أن تفقد إحدى الطائرات في معركة جوية ولكن من العار علينا أن تفقدها وهي رابضة علي الأرض” .. وبعدها أقاله الرئيس جمال عبد الناصر بعد وشاية من المشير عبد الحكيم عامر ، وعينه عبد الناصر محافظا لأسوان ..

وبعد نكسة يونيو 1967 مباشرة كان أول قرار للرئيس جمال عبد الناصر هو عودة مدكور أبو العز إلي الجيش المصري وتعيينه قائدا للقوات الجوية المصرية .. وأول شئ فعله مدكور أبو العز بعد توليه منصب قائد القوات الجوية المصرية هو إنشاء وبناء دشم ومخابئ للطائرات الحربية المصرية في كل المطارات الحربية علي مستوي الجمهورية ..

ثم قام مدكور أبو العز بوضع مدافع مضادة للطائرات الإسرائيلية في الدلتا والصعيد والبحر الأحمر .. ﺛﻢ ﻗﺎﻡ مدكور أبو العز ﺑﺘﺠﻤﻴﻊ 250 ﻃﺎﺋﺮﺓ حربية مصرية وهم كل ﻣﺎ تبقي ﻣﻦ طائرات القوات الجوية المصرية بعد النكسة .. وبعد مرور 40 يوم فقط من نكسة يونيو 1967.

نجح مدكور أبو العز في الرد علي اليهود الإسرائيليين بضربة جوية استهدفت طائرات وﻣﻄﺎﺭﺍﺕ اليهود الإسرائيليين ومراكز قياداته وتشكيلاته في سيناء بدون أن يخسر طائرة مصرية واحدة .. وقد أعترف اليهود الإسرائيليين وقتها بتكبدهم خسائر كبيرة في الأفراد والطائرات الحربية ..

وانتشر الذعر بين الجنود والضباط الإسرائيليين في سيناء .. وهددت ج مائير بنسف بلدته كفر سعد بدمياط انتقاما منه بعد ما أطلقت عليه الصحافة الإسرائيلية لقب السفاح المصري .. وظهر موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي علي التلفزيون الإسرائيلي وطالب برأس مدكور أبو العز علنا .. وبعدها طلب موشي ديان من مصر وقف إطلاق النيران وهدنة ..

ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺑﻠﻎ المسئولون المصريين الرئيس جمال ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺑﺄﻥ موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي يطلب ويتوسل لوقف إطلاق النار قال لهم : “اسألوا مدكور أبو العز” .. وعندما أبلغوا مدكور أبو العز بكلمات عبد الناصر مال برأسه في اعتزاز وزهو المنتصر وقال: “الآن فقط يمكن وقف إطلاق النار” ..

وبعد 4 شهور أقاله الرئيس جمال عبدا لناصر مرة ثانية لسببين ، الأول هو ارتفاع شعبية مدكور أبو العز بين المصريين خصوصا عندما كان في زيارة لمدينة طنطا والأهالي رفعوا سيارته من الأرض فرحا واحتفالا به ، والسبب الثاني هو لإرضاء الخبراء الروس السوفييت الذين طالبوا بإبعاد مدكور أبو العز عن الجيش المصري وذلك لغروره الشديد وثقته بنفسه وتعاليه عليهم .. وبعد ما أقاله جمال عبد الناصر عينه مستشار له ..

وبعد شهر استقال مدكور أبو العز وفضل الإقامة في قريته بدمياط إلي أن توفي سنة 2006 عن عمر 88 عاما .. ربنا يرحمه ويرحمنا برحمته الواسعة ..   الفريق مدكور أبو العز .. يعيش في ذاكرة الجيش المصري الذي لا ينسى الأبطال  ويكفى حب قريته وبر والديه ولحظة رحيله وعطر سيرته التي تعرف الأجيال معنى حب الوطن والتضحية من أجل كرامته حتى وأن كنت بعيد عن دائرة الضوء   ..

 

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!