النَّصْرُ مَعَ الصَّبْرِ / بقلم: عماد الدين التونسي

النَّصْرُ مَعَ الصَّبْر

هُوَ الْإِيمَانُ..
إِِذَا مَا خَالَطَ الْفُؤادَ فَرَسَى
هِيَ الْمَحَبَّةُ..
مَا إِِنْ إِصْطَلَتْ نَارُهَا بِالْقَلْبِ..
فَجَوَى
هُوَ الْيَقِينُ..
مَا إِِنْ إِِسْتَقَرَّ بِِالرُّوحِ..
فَزَادَهَا إِِطْمِئنَانًاً..
أَنَّ كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ..
لَا هَوَى..
فَتَنْظُرُ الْعَيْنُ بِقَلْبِهَا..
لِلْمِحْنَةِ وَتَرَاهَا مِنْحَةً وَلِلْمَنْعِ فَتَجِدُهُ عَطَاءً..
وَلِلْأَلَمِ..
فَتُصَيِّرُهُ..
أَلَماً..
فَتَبْسُمُ بِرُوحَهَا وَتُصَابِرُ..
قَد ُتُفْتَحُ الْأََبْوَابُ..
وَ يَسهُل الطَّرِيقُ الْمُظلِمُ الْمُسْوَدُّ..
وَ يَجِِدُ فِي الْقَلْبِ مَيْلاً..
وَ فِي الْمَكَانِ..
خِلْوَةً وَ سَكَنَى..
لَكِنَّهَا الرُّوحُ الْمُراَبِطَةُ
عَلَى ثِغْرِ الْقَلْبٍ..
تَحْرُسُهُ..وَ تَقُولُ لَهُ..”وًأُصْبُرْ” ..
فَالسُّكْنَى..
لَيْسَتْ هَا هُنَا..
مِنْ هُنَا الطَّرِيقُ..
وَ يَنْبُضُ الْقَلْبُ..
أَنَّ هَذَا هُوَ الدَّلِيلُ..
وَ يَدْعُو النَّفْسَ لِأَنْ تُبَادِرَ وَ تَخْضَعَ فِي مِحْرَابِ الطَّاعَةِ..
تَتْلُو تَرَاتِيلَ الْخُشُوعِ وَ الذُّلِ وَ الْفَقْرِ..
بِدُمُوعٍ سِجَامٍ..
مُتَنَفِّسًا..
مِنَ الصَّبْرِ أَنْفَاسًا..
تَزِدْهُ..
قُرْبًا وَوِصَالاً..
لِيَأْْتِهِ الصَّوْتُ مَرَّةً أُخْرَى..
وَ هُوَ بَيْنْ أَنْسَامِ الطَّاعَةِ..
“وَأُصْبُرْ”..
وَيُمْطِرُ عَلْيْهِ الصَّبْرُ أَفْرَاحًا..
فَلَهُ الْمَحَبَّةُ مِنَ الْمَوْلَى..
وَ كَفَاهُ فَخْرًا “وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ”..
وَ لَهُ الْحِفْظُ وَ التَأْيِّيدُ..
“إِِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”..
وَ يُعْفَى..
مِنَ الْحِسَابِ..
جَزَاءً “إِِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ”..
وَ لَهُ الْبُشْرَى..
“وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ”..
وَ هَذاَ حَالُ الْقَلْبِ الرَبَّانِي..
أَمْرُهُ كُلُّهُ خَيْرٌ..
طَالَمَا دَيْدَنُهُ الصَّبْرُ..
وَاثِقا..ً
مُسْتَيْقِناً أَنَّ لَا راَحَةَ دُونَ تَعَبٍ..
فَأَجْمَلُ الْعَطَايَا..
تِلْكَ الْتِّي تَأْتِيكَ بَعْدَ مَخَاضٍ أَلِيمٍ..
إِذَا مَا كَثُرَ الْبَلاَءٌ..
وَ إِِضْطَرَبَتِ الْأَحْوَالُ..
وَ تَرَاجَعْتَ إِِلَى الْوَرَاءِ..
وَ بَحَثْتَ عَنْ مَلْجَإٍ..
وَإِِنْقَطَعَتْ بِكَ الْأَسْبَابُ..
فَإِطْلَقَ قَلْبُكَ..
مُسْتَسْلِماً لِلَّهِ
مُفْعَماً..
بِحُسْنِ الظَّنِّ وَ الرَّجَاءِ..
وَ فَوِّضْ أَمْرَكَ لِلَّهِ وَ أَعْلِمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ..

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!