تعبت/ بقلم: كفاية عوجان

تلك الكلمة التي تقولها دمعتنا بعد كل حرب نخوضها.
كم وجهاً للحياة بعد سنرى !
ولِمَ تُبدّل الحياةُ وجهها في كل حين لدرجة أننا لا نتعرف على ملامحها ونصبح فيها غرباء أكثر وأكثر..
نراقبها بحيرة ونقلِّب صفحاتها المكتظة بالتعب …
كم من الناس لم يعلموا المغزى الحقيقي لحياتهم وكأن سؤال(ألهذا خلقت؟) رفيقهم الأوحد.
أخلقتُ لأسمع وقعَ خطى الوقت تنسحب ببطءٍ دون تغير ؟ ..أم لأراقب الشمس تعبر أغصان داليتي لتغزل الأحلام بخيوط حرير؟ أم لأرى أجنحة السنونو تخطف بصري وتطير ؟
ألهذا خلقت يا قلبي المتعب؟
وكم سيطول بي المسير؟!
أسئلةٌ تواصل طرق أبواب العقل ، وأنا عالقةٌ بها كعصفورٍ يرى باب قفصه مفتوحاً وما زال يمعن في التفكير…
هل الحرية حقيقةٌ أم أنّها فخٌّ كبير يجعلُ منكَ أسيراً لنفسك؟
توصد أبواب الذاكرة فيحاصرك واقعٌ مرير يقتلعكَ من جذورك، ويقذفُ بك في أرضٍ أغرقها النعاس.. تختنق فيها الأنفاس، فكل الدروبِ معتمةٌ وكلّ الأوطان متعبة.
لا أحدَ يعلمُ بحزنكَ، والبوحُ باتَ فكرة مبتذلة. لن تفيدكَ الشكوي ولن ينفعك العتب.
لا تملكُ إلا أن تستسلمَ لغربتك..
فالاستسلام هو الرايةُ الوحيدةُ التي نقوى على حملها لفراغها من الألوان، فقد هربت منها ألوان الحياة بعد أن لبست كفن الموت.
والعجز ساد الموقف …
تمرّ سحابات الصمتِ الثقالُ نبحث فيها عن قرار يعيدنا إلى دائرة الوقت، فما زال في العمر بقية…
بألف صرخةٍ والكثير من الآهات نعلِن أن لا هروب من قدر محتوم حاولنا مراراً تغييرهُ وفي كل مرةٍ نخسرُ الرهان على حياةٍ نستحقها وتستحق أن نعيشها بكل ألوان الطيف…

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!