تَأَكَّدَ بِأَنَّا فِي الْهَاوِيَة/بقلم الكاتبة والمترجمة ليلى الحيمي

 

 

عِنْدَمَا نَسْمَعُ صُرَاخَ الْجُوعِ وَنَصْمُتُ، وَصُرَاخَ السَّاقِطَةِ مِنْ مَلَايِينِ الْمُشَاهَدَاتِ فَنَضْحَكُ وَنَهْتِفُ….. تَأَكَّدَ بِأَنَّا فِي الْهَاوِيَةِ.
عِنْدَمَا يُذِلُّ الْمُوَاطِنُ، وَيَرْتَفِعُ الْحَاكِمُ……. تَأَكَّدَ بَانًا فِي الْهَاوِيَةِ.
عِنْدَمَا تُفَرَّقَ فِي الْمُعَامَلَةِ لِأَنَّكَ مِنْ بَلَدِ الْحُرُوبِ، وَذَاكَ مِنْ بَلَدِ الرَّخَاءِ….. تَأَكَّدْ بِأَنَّا فِي الْهَاوِيَةِ.
عِنْدَمَا يُفَرَّقُ بَيْنَ جِنْسِكَ وَلَوْنِكَ لِأَنَّكَ عَرَبِيٌّ، وَذَاكَ غَرْبِيٌّ…… تَأَكَّدْ بِأَنَّا فِي الْهَاوِيَةِ.
عِنْدَمَا تَبِيعُ الرُّجُولَةُ مِنْ أَجْلِ الْمَالِ،وَتَشْتَرِي السِّلَاحَ لِأَجْلِ الِاسْتِعْرَاضِ…… تَأَكَّدَ بِأَنَّا فِي الْهَاوِيَةِ.
عِنْدَمَا تَعْرِضُ السَّاقِطَةُ نَفْسَهَا بِالْمَجَّانِ،وَتَبْقَى ذَاتُ الْحَيَاءِ مُتَخَلِّفَةً فِي هَذَا الزَّمَانِ……. تَأَكَّدَ بِأَنَّا فِي الْهَاوِيَةِ.
عِنْدَمَا تَرْتَفِعُ بُيُوتُ الْمُلُوكِ بِالشَّاهِقَاتِ السَّحَابِ، وَتَسْقُطُ بُيُوتُ الْبُسَطَاءِ…. تَأَكَّدَ بِأَنَّا فِي الْهَاوِيَةِ.
عِنْدَمَا يُقَدِّسُ الْهَاتِفُ، وَيَنْحَطُّ مِنْ الْكِتَابِ…….. تَأَكَّدَ بِأَنَّا فِي الْهَاوِيَةِ.
عِنْدَمَا يُبَجِّلُ الرَّاقِصُ، وَيَسْتَنْقِصُ مِنْ الْعَالَمِ……… تَأَكَّدَ بِأَنَّا فِي الْهَاوِيَةِ.
عِنْدَمَا يُمَارِسُ الرَّجُلُ دَوْرَ الْمَرْأَةِ وَتُمَارِسُ الْمَرْأَةُ دَورَ الرَّجُلِ……. تَأَكَّدَ بِأَنَّا فِي الْهَاوِيَةِ.
عِنْدَمَا تُصْبِحُ مُسْتَحْضَرَاتُ التَّجْمِيلِ إِهْتِمَامَاتِ الرِّجَالِ وَتُصْبِحُ فُنُونَ الْقِتَالِ وَأَلْعَابَ الرِّيَاضَةِ وَالْحَدِيدِ إِهْتِمَامَاتِ النِّسَاءِ……..تَأَكَّدَ بِأَنَّا فِي الْهَاوِيَةِ.
عِنْدَمَا يَبْقَى الْمُجْتَمَعُ يُرَاقِبُ الْإِصْدَارَاتِ الْأَخِيرَةَ مِنْ الْمُوضَةِ فِي عَالَمِ التِّكْنُولُوجْيَا، وَيَنْسَى تَرَقُّبُ تَحَسُّنِ بِلَادِهِ فِي الْآوَانَةِ الْأَخِيرَةِ…… تَأَكَّدَ بِأَنَّا فِي الْهَاوِيَةِ.
عِنْدَمَا يُحْرَقُ الْقُرْآنُ، وَتَقَدَّسُ الْوَثَنِيَّاتُ تَأَكَّدَ بِأَنَّا فِي الْهَاوِيَةِ.
عِنْدَمَا تُقْتَلُ فِي بَلَدٍ يَدَّعِي الْحُرِّيَّةَ وَذَلِكَ لِأَنَّكَ مُسْلَمٌ فِيهِ، وَتَحْيَا لِأَنَّكَ مُجْرِمٌ وَمُلْحَدٌ……. تَأَكَّدْ بِأَنَّا فِي الْهَاوِيَةِ.
عِنْدَمَا نَفْعَلُ أَيَّ شَيْءٍ بِأَسْمِ الْحُرِّيَّةِ لِأَجْلِ مُخَالَفَةِ الْفِطْرَةِ السَّوِيَّةِ فَتَصْدُرُ الْقَرَارَاتُ بِالْمُمَارَسَاتِ، وَتُقْمَعُ عِنْدَ الْمُعَارَضَاتِ……… تَأَكَّدَ بِأَنَّا فِي الْهَاوِيَةِ.
عِنْدَمَا تُصْبِحُ الْجَرَائِمُ شَيْءٌ مَأْلُوفٌ، وَيُصْبِحُ الْآمَانُ شَيْءٌ نَادِرَ الْوُجُودِ…… تَأَكَّدَ بِأَنَّا فِي الْهَاوِيَةِ.
عِنْدَمَا تَسْقُطُ أَنْتَ وَيَسْقُطُ حَوْلَكَ دُونَ حَرَاكٍ وَتَمْضِي دُونَ صَوْتٍ……. تَأَكَّدْ بِأَنَّا فِي الْهَاوِيَةِ.
عِنْدَمَا يَمُوتُ الضَّمِيرُ، وَيَحْيَا اللَّاضِمِيرَ………. تَأَكَّدَ بِأَنَّا فِي الْهَاوِيَةِ.
عِنْدَمَا يَرْتَفِعُ التَّافِهُ وَيَعْلُو وَيَأْخُذُ مَكَانًا وَلَا بِالْمُخَيَّلَاتِ، وَلَا نَرَى مَكَانًا لِلْكَفَاءَاتِ…….. تَأَكَّدَ بِأَنَّا فِي الْهَاوِيَةِ.
عِنْدَمَا تَمُوتُ مِنْ الدَّاخِلِ، وَخَارِجُكَ حَيٌّ……. تَأَكَّدَ بِأَنَّا فِي الْهَاوِيَةِ.
عِنْدَمَا يَصِيرُ وَطَنُكَ غُرْبَةً، وَغُرْبَتُكَ وَطَنٌ…….. تَأَكَّدْ بِأَنَّا فِي الْهَاوِيَةِ.
عِنْدَمَا تُصْبِحُ أَسِيرًا فِي بَيْتِكَ وَحُرْ فِي الْخَارِجِ…… تَأَكَّدْ بِأَنَّا فِي الْهَاوِيَةِ.
عِنْدَمَا تَسْقُطُ الْمُرُوءَةُ، وَتَبْقَى الدَّياثة…. تَأَكَّدَ بِأَنَّا فِي الْهَاوِيَةِ.
عِنْدَمَا تَجْمِعُنَا كُرَةَ قَدَمٍ عَلَى أَرْضٍ وَاحِدَةٍ….. وَتَفَرَّقْنَا لُغَةٌ وَأَصْلٌ عَرَبِيٌّ تَأَكَّدَ بِأَنَّا فِي الْهَاوِيَةِ.
عِنْدَمَا نُصَلِّي جَمَاعَةً وَنَجِدُ الْمُفَارِقَاتِ بَيْنَ مَنْزِلَةِ غَنِيٍّ وَذَاكَ فَقِيرٌ……. تَأَكَّدَ بِأَنَّا فِي الْهَاوِيَةِ.
عِنْدَمَا تُعْطِي حُقُوقٌ أَكْبَرَ مِنْ حَجْمِهَا لِلْحَيَوَانِ، وَيَنْسَى الْإِنْسَانُ أَنْ يُعْطَى لَهُ جُرْعَةَ دَوَاءٍ……. تَأَكَّدَ بِأَنَّا فِي الْهَاوِيَةِ.
عِنْدَمَا تَمُوتُ الْإِنْسَانِيَّةُ فِينَا وَيَبْقَى الْجُحُودُ وَالنُّكْرَانُ…….. تَأَكَّدَ بِأَنَّا فِي الْهَاوِيَةِ.
عِنْدَمَا يَرْتَفِعُ الظُّلْمُ وَيَعْلُو؛ وَيَسْقُطُ الْعَدْلُ وَيَدْنُو….. تَأَكَّدَ بِأَنَّا فِي الْهَاوِيَةِ.
عِنْدَمَا تَضِيعُ الْهُوِيَّةُ مِنْكَ وَتَنْسَلِخُ وَقْتَهَا مِنْ الْقَوْمِيَّةِ….. تَأَكَّدْ بِأَنَّا فِي الْهَاوِيَةِ.
عِنْدَمَا أُضِيعُ أَنَا وَتَضِيعُ أَنْتَ.. تَأَكَّدْ بِأَنَّا فِي الْهَاوِيَةِ.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!