جدتي تحصد قمح المحبة / بقلم: حسن عقيل

كانت جدتي
كلَّ صباح
تُعصِّبُ رأسها
بمنديلِ الشَّقاء ،
تأخذُ المنجَلَ بِيدها
المثقله بتعبِ السنين
لِتحصُدَ لنا قمحَ المحبة
وتجمعُ بيادِرَ الحنين
ثمَّ تنثُرهُ من حولنا
وتعودُ على عَجَل
لِتُخمِّرَ عجينَ الحب
وتُطعمنا خُبزَ الحياة
بينما ضحِكاتنا
كانت تُعانقُ السماء ،،
لم نكن نصدِّقُ أنَّ جدتي
سترحلُ يومآ ما
حيثُ أننا كُنَّا أطفالا أشِقاء
جدتي وهبتنا الكثيرَ من الحياة
ولم تكن تضحكُ كثيراً
جدتي زرعت في صدورنا
كُلَّ أفراحها ، لِنضحكَ نحنُ
وأخفت عنَّا كل أحزانها وتعبِها
وها نحنُ اليومَ بعد رحيلها ..
كلَّما تَسَرَّبت إحدى ضَحِكاتُها
من صدورنا…
ضَجَّ المكانُ برائِحةِ خُبزِها
وشَهَقَ الجميعُ من حولِنا ..
……………..

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!