آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
درست ” الميكروبيولوجيا “
و عملت في بوتيك لبيع الملابس
كان فيه فستان قصير له لونين :
لون بكتيربا ” E.coli ”
عند فحصها تحت المجهر
بالعدســـة الزيتيـــة
و لون بكتيريا ” vibrio.cholerae ”
مزورعة على طبق بكتيري
فيه عينة براز لمصاب بالكوليرا
كانت على الفترينا
بلوزة بلون فطر عش الغراب
و لها مقاسات مختلفة
تبدأ بمقاس وجع مصاب باللوزتين
و لا تنتهي عند أوسع مشفى ميداني
يعالج وباء الكوليــــرا ..
درست الصيدلة
ولم أحفط أصناف الأدوية
فأحاول كتابة قصيدة النثر
كما يعمل العاطلون في كتابة الشعر
لا أصرف الوصفات
و أمنح المصابين بصداع الواقع
نصوصاً عوضاً عن البندول
أكتب نصاً عن أدوية الأرق
ثم أنام بعد الفجر بساعة
أدوية كثيرة يصرفها صيادلة
من دون مؤهـــل
أكثرها لا تجدي نفعاً
فهي إما مهربة
أو منتهية الصلاحيــة
و أنا أكتب نصوص عن الأدوية
تكفي حصولي على
شهادة خبرة لمزاولة الصيدلة
فشهادتي المركونة داخل الجامعة
لم يفرج عنها
إلا بدفع بقية أقساط عامين من الدراسة..
درست الواقــــع
من دون أن أفلح فيه
و أعمل في البطالة منذ ستة أشهر
أصحو باكــــراً
أرص حشودي أمام مرآة تشققت
جراء إصطادمها بوجهي اليابس صباح كل يوم
أفتح باب الشقة خلسة أن يسمعني
صاحبها فأنجو من وصمه لي
بالجاهل الذي يملك شهادتين
ولا يستطيع دفع إيجار شقة متشققة مثل
تقاسيم وجهه
أمشي في الشارع
بحشود تهتف جيداً
أيتها البلاد هذا هو صاحبنا
كان يبيع الفساتين الميكروبيولوجية
ويصرف للمرضى
وصفات نثر منتهية الصلاحية
وفي خزانة بيته شهادتين لم تمنحاه
عمل في مقهى يزوره شعراء
يظنون أنهم يغوون الكوليرا بقصائدهم
التي لن تكفي
لشفاء البلاد منها ومن الحرب و البطالة.
