صديقي المتلقي/ بقلم:سعيد الفريس (اليمن)

إليك درس مهم جدا في علم العروض،
أتحدث فيه عن سناد الإشباع أتمنى أن يعود عليك بالفائدة …

ما هو سناد الإشباع؟

سناد الإشباع: هو حركة الدخيل والدخيل هو الحرف الذي يفصل بين حرفي الروي والتأسيس…
مثال:-

رسا(ئِ)ل، مشا(كِ)ل، عبا(هِ)ل زنا(قِ)ل،…

الحرف الذي بين الأقواس في المفردات السابقة هو الدخيل وحركة الكسرة التي عليه هي سناد الإشباع والحرف الذي قبله هو حرف أو ألف التأسيس والحرف الأخير هو حرف الروي …

ما يهمنا الآن هو سناد الإشباع
سأوضح لك ما هي سنادات الإشباع الجائز جمعها أو كتابتها في النص الواحد والغير جائز.

ويستحسن أن يكون سناد الإشباع أو الدخيل في القصيدة الواحدة بحركة موحدة. (قلت يستحسن)..

كيف؟
سأخبرك وسأضع لك مثالا لذلك:-

1 إذا ابتدأ الدخيل في مطلع القصيدة بالكسرة يستحسن أن يكتب الشاعر الدخيل في بقية القصيدة بالكسرة ولن يفلح بهذا إلا الشاعر القدير …
يقول الشاعر:

أنا الآن وحدي باسم كل القبائِل
أحاور شيطانا جديدا بداخِلي

أحاول خطف الضوء من صولجانه
يحاول إقناعي بدور المناضِلِ

أفكر في أشياء أخرى كثيرة
وأرصد في رأسي مئات المشاكِلِ

لاحظ الوقع الذي تحدثه القافية عندما تكون حركة أحرفها موحدة…
(قبا(ئِ)ل)، (بدا(خِ)لي)، (منا(ضِ)ل)، (مشا(كِ)ل)

2- لا ضير أن يأتي الدخيل مضموما أو مكسورا في القصيدة إن عجز الشاعر عن توحيد حركة الدخيل مضموما أو مكسورا وهذا جائز وهنا نتفق أن اختلاف سناد الإشباع أو حركة الدخيل بحركتين متقاربتين، كالضمة والكسرة جائز كقول الشاعر:

حلفتُ فلم أترك لنفسك ريبةً
وهل يأثمن ذو إمة وهو طائِع

بمُصطحباتٍ من لصاف وثبرةٍ
يزرن إلالاً سيرهن التدافُع

لاحظ
(طا(ئِ)ع، تدا(فُ)ع)

لكني أعده عيبا في الشاعر لأنه عجز عن توحيد حركة الدخيل فلجأ إلى الضرورة لكنه جائز في جميع الأحوال..

3- لا يجوز اطلاقا استبدال الضمة أو الكسرة بالفتحة فإذا كان الدخيل في مطلع القصيدة مفتوحا فعلى الشاعر أن يكمل قصيدته بفتح الدخيل
فلا يجوز أن تدخل الفتحة مع الضمة والكسرة،
ولا الكسرة والضمة مع الفتحة في نص واحد .
أي أن الدخيل المفتوح لا يشترك مع دخيل بحركة مغايرة في قصيدة واحدة ..

والشاعر الذي يتجاوز هذه القاعدة إما أنه عاجز أو لا يفقه شيئا…
والعاجز لا يستيطع أن ينجب، وإن أنجب فلن ينجب بسهولة، فقد يستعين بالأنابيب…

أما الذي لا يفقه لا تقترب منه لأنك لن تستفيد منه شيئا …

مع العلم أن الشاعر المبتدئ الذي يكسر الوزن لا يقع في مثل هذا الخطأ….

فالغير جائز أن يأتي الدخيل في البيت الأول بالضمة وفي البيت الثاني بالفتحة وفي البيت الثالث بالكسرة
كقول الشاغر:

أنا الان وحدي ذاهل من تجاهُلي
أذمُّ اتصالاتي وأرثي رسائِلي

سأ جلدُ هذا القلب جلداً لأنهُ
لدى كل أنثى بايعتني أساءَ لي

وألعنُ حظي كلما مرّ بي اْمرؤٌ
رزين أراني كبوةَ الطفل داخِلي

في الأبيات السابقة ارتكب الشاعر خطأين أحدهما لا يغتفر
الخطأ الذي يغتفر أنه جاء في القافية الأولى أي في التصريع بدخيل مضموم وبعده بدخيل مكسور
لاحظ
(تجا(هُ)لي) كان يفترض أن يكمل بقية الأبيات بدخيل مضموم لكنه عجز وجاء في البيت نفسه بقافية أخرى دخيلها مكسور انظر ( رسا(ئِ)لي) وهذا يغتفر لأنه جائز لكنه يحسب عليه لأنه معيب في حقه..
ورغم أنه اضطر في البيت الأول وأجزنا له ما قام به
إلا أنه جاء في البيت الثاني بخطئ آخر لا يغتفر ولا يجاز…
أنظر لسناد الإشباع أي لحركة الدخيل في البيت الثاني
نعم هو تجاوز القاعدة وجاء بالفتحة مع الضمة والكسرة وقال:
أسا(ءَ)لي وقلنا لا يجوز أن يأتي الدخيل مفتوحا في القصيدة مع حركة دخيل بحركة مغايرة اطلاقا …

شكرا لك عزيزي القارئ أتمنى أن تكون أستمتعت واستفدت معنا بهذا الدرس ونأمل أن نلقاك لاحقا في درس جديد إلى اللقاء …

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!