على بساط الأحبة / بقلم:عمر القيفي

لم أعد أتسلَّق شجرة الفصحى كي
أقطف لكم من البلاغة أحرفــا ، لأني
اكتفيت بمفرداتي البسيطة التي لجأتُ
لها مؤخرًا كي يستطع قراءتها وفهم
معانيها العامة من الناس ، فخطابي
اليوم يخص العامة وكل الأحبة .
فكم نحنُ بحاجة لخطاب كل المجتمع
لا مخاطبة فئة معينة من الناس ..
كم كنتُ أجهل مذاق اللغة حينما
لم أولد بعد ، وبعد ولادتي بحثتُ عنها
وشممت عبق الحروف من على مشارف
الطفولة الأولى ، فتلذذت بمذاقها الراقي
ردحا من الزمن ، وحدها الأذواق السليمة
من تعزف لغة الكلام دون أن تشتٌم
أحد ، أو تسيء لمخلوق ..
سنظل نكتب ما يدور في حجرات
أفكارنا دون أن نسبُ أحدًا ، لأن
قلوبنا كالنحل لا تجني إلا الرحيق
ولا تهدي إلا الشهد لا سواه ..
كلما أشرقت شمس يومٍ جديد أجد
نفسي تبحث عن رائحة الورد كي
تصنع منهُ عطرا ، وكلما صنعتُ عطر
الكلمات حاولتُ جاهدًا أن أهديه لمن
يتلذذون بسطور حروفنا .
منذُ الهمسات الأولى وأنا أكتب خواطري
بِلُغة الحُب لا سواه ، الحب الذي يبني
قصورًا من الجمال في قلوب العظماء
من البشر ، ويزرع بساتين المودة في
نفوس الراقين من الناس .
ولأني اعتنقتُ لغة الحب والجمال ،
واعتدتُ مداعبة حروف المحبة والدلال
فتأبى عليَّ نفسي إلا أن توزع بسماتها
المشرقة في وجوه من تجد في
طريقها ، وإلَّا الصمت عن المقال .

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!