كل عامٍ أحبك / بقلم : محمد البدري

 

 

كل عامٍ أحبك

كلُّ عامٍ

وأنت كما أنت أيقونتي

وحضارة أندلسٍ نظرتي

كل عام وأنت كما أنت

تقتسمين جداول غرناطةٍ

ودموعَ ابن زيدونَ

حكمةَ صقر قريشٍ

وشعر ابن عباد قصر العقاب

ويا للعقاب !

إذا حاصرت نظرتاك قلاع الشمالْ

واستعادت ملامحُك الريحَ

رغم حصون ليونَ ودرب الرمالْ

واحتمالْ

يلتقي جيشُ طارقَ وابن نُصَيْرٍ

وأنت الظلالْ

عند ليشبونة البرتقالْ

كل عامٍ وأنت الحقيقةُ

أدهشت المستحيلَ

وأعجزت الوهمَ

وانتصرتْ في مناظرةٍ بينها والخيالْ

كل عامٍ ونهر طليلةٍ نائمٌ

في عيونك عند مصب الرموش

والمؤامرةُ اكتملت

بين أسوار قشتالةٍ والجيوشْ

في خيانات عهدٍ تَدُكُّ العروشْ

كل عام وفي بَنْبلُونةَ

رائحة الياسمين

زفيرك يمنح جيشَ الفتوح

وقائدَه الغافقيَّ مزيدًا من الصبر

رغم بلاطٍ من الشهداءْ

كل عام أُسَلمُ إحْدَى القلاع

جَرَاءَ حصار الحَيَاءْ

أتناسَى أمام حدائق حضنك قرطبةً

قُشْعَريرةَ صيفٍ تَخَفَّى بثوب الشتاءْ

أتناسَى لقاءَ ابن حزمٍ

وطوقَ الحمامة ردَّ الجبال الصدى والنشيدْ

وأتوه بحيّ ابن يقظانَ

في خطبة المنذر بن سعيدْ

كل عامٍ وأنت الفتاةُ التي أشعلت ثورةً

من وراء جبال البرينيه

أخمدها دمعتان ولحنٌ لزريابَ

حرَّكَ قلبَ الأمير حفيد الوليدْ

كل عامٍ وأنت النسيجُ وأنت الخلايا وأنت الوريدْ

كل عامٍ وأنت الحدود السدود الردودْ

والعصافيرُ تَرضَى بأن تستضيفَ ابنَ فرناسَ

فوقَ تلال الصمودْ

كل عامٍ نردد أنْ سوفَ نرفعُ

فوقَ سنان الرماح المصاحفْ

غيرَ أنَّ الرجاءَ

تطاردُهُ لعناتُ ملوك الطوائفْ

كل عامٍ أحبك

كنَّا نخطط أن نقطع الأرضَ

من أرضهم ونسير بها في أعالي البحارْ

ونخبئها عن عيون محاكم تفتيشهم

نحتمي خلفَ أستار هذا النهارْ

كل عامٍ وأنت حضارةُ أندلسٍ

ومعاركها الخالدةْ

كل عام وأنت اختصار نساء الممالك

في واحدةْ

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!