رسالة السماء :أميمة الراجح

الآن والغيوم الرمادية تحجب الغروب عن نوافذ قلبي انتابني شعور بالفقدان ،وحدها الكتابة من تبدد هكذا شعور ،وتصنع منه رسائل تائهة عالقة في حنجرة المآسي كغصة زرقاء يخنقها الكبرياء.

رسالة للسماء

عندي أسئلة كثيرة كثيرة لا تتسعين لها فهل أطرحها؟
والشغف العظيم المتأرجح من حروف رسائلي هل له أن يلمع وزرقتك تلفني كما لو كانت فستان زفاف أسطوري؟

عزيزتي السماء أعذري فضولي اللازردي ، وتبسمي لأسئلتي المبالغ فيها فأنا كاتبة والكتاب لابد أن يبالغون ،ويضخمون الشعور ويجعلون من دموع حزنهم بحيرات تحمل لونك وسبع بجعات بيض يمتهن مهنة ساعي البريد لعلهن يوما يوصلن رسالتي المفطومة من ثدي الحب المحرومة من نفاق أناس هذا الزمن ومديحهم الهلامي.
الزرقاء الأنيقة…أود الصعود إليك والنوم على سحابة بيضاء ولو لدقيقة واحدة فلقد سئمت هذا الإنحدار الخطر الذي نسميه الوطن ،ومللت سكانه ممن يعتقدون أنهم بشر ،والخوف يحاصرني بشدة فكل ما حولي أنياب تلمع ومخالب تخدش ،إنني أغرق على سريري في بيتي القابع على قمة جبل وأختنق بمركب الأكسجين وأتبخر كما لو كنت غاز يحتجزه تجار الحروب تحت وسائدهم ويبيعونه برصاصة وقنبلة.

يا سماء يابعيدة ياعالية…… أنا هنا تحكم علي جماعات الله بالكفر وأنتي وحدك الشاهدة كم مرة تساقطت دموعي وأنا أدعو الله ،ثم تحكم علي بالموت واقفة وأنتي وحدك الشاهدة كم مرة أسقطني الجوع من علو ،ثم تحكم علي بالعهر وأنتي وحدك الشاهدة أن الحياة لم تترك لي جسدا شابا للمقامرة به ……بالتأكيد الآن تعرفين أنني كاتبة يمنية.

السماء الغاضبة الآن….. سؤال أخير هل غاضبة أنت لكثرة جثمان الأحلام المسافرة كل يوم نحوك ؟
أم أنك تحالفتي مع الأرض لصنع عاصفة تقتل من بقي هنا لا لحية له ولا قارورة خمر؟

 

 

 

إهداء للأمس الذي لم أجد له متسع في جدولي فأحتفل به، لأننا مشغولون دائما بصراخ قلوبنا عن هذا الوطن الممزق باسم الله.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!