عبق الورد/ بقلم د ميسون حنا

قطفت وردة لأقدمها للحبيب ، غضبت الوردة وقالت: لماذا نزعتني من مقري؟ كنت أتربع فيه ملكة بين الورود، اخترتني بالذات لجمالي، وعبقي، ولو فعلت ذلك لتخليد ذكري ، وعرفانا بمزاياي لما غضبت، ولكنك فعلت ذلك إرضاء لنفسك بأنك تحملين شيئا ثمينا تقدمينه للحبيب، ضاربة عرض الأفق بكل ما ينتظرني من جفاف وموت. نظرت إليها وكأني أعتذر لها ووضعتها في ورقة بيضاء براقة وقلت لها: ها قد أصلحت من وضعك ، وزينت غلافك. تنهدت وقالت: إنما هذا قبري، وبكت، وزادها الندى جمالا، أسرعت للحبيب ، وقدمتها له، تناولها مني وجعلها في مزهرية أنيقة، تبسمت الوردة وقالت: أغب من الماء قبل الرحيل، شكرا لك.
نظر إلي الحبيب مستفسرا، قلت ببساطة: ما يفرحنا ويرضينا قد يسبب ألما لغيرنا، ولكن الله من وراء القصد. أنت بالنسبة لي كالوردة في عطائها، تبذل عبقها ، ولا تأخذ من الدنيا غير القليل، القليل، وأنت معطاء كريم ، وأخلاقك تترك أثرها كما العبق للوردة. قلت هذا ونظرت للوردة بحب وامتنان وغرقت في تأملاتي.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!